
أعلن برنامج الأغذية العالمي، أمس، عن نفاد مخزونه من الغذاء في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل منع دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة.
وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان مساء الجمعة إنه سلّم آخر إمداداته المتبقية إلى المطابخ التي تُعدّ وجبات ساخنة، والتي من المتوقع أن تنفد تمامًا خلال أيام، محذرًا من أنه قد يضطر إلى وقف المساعدات الأساسية للأسر ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة.
وحذّر البرنامج التابع للأمم المتحدة من أن الوضع داخل قطاع غزة وصل إلى نقطة الانهيار مجددًا، فقد استنفذ سكان القطاع سبل التكيّف، كذلك انهارت المكاسب الهشة التي تحققت خلال وقف إطلاق النار القصير.
وبحسب الأمم المتحدة كانت المطابخ المصدر الوحيد المستمر للمساعدات الغذائية في غزة لأسابيع، وتُمثّل شريان حياة بالغ الأهمية، على الرغم من أنها لم تصل إلا إلى نصف السكان بربع احتياجاتهم الغذائية اليومية.
كما دعم برنامج الأغذية العالمي 25 مخبزًا أغلقت جميعها أبوابها بالكامل في 31 مارس الماضي بسبب نفاد الدقيق ووقود الطهي، بجانب نفاد الطرود الغذائية الموزعة على العائلات والتي تحتوي على حصص تكفي لأسبوعين فقط، مشيرًا إلى أن المساعدات انقطعت عن القطاع منذ ما يقرب من شهرين، ولم تدخل أي إمدادات إنسانية أو تجارية إلى غزة منذ أكثر من سبعة أسابيع، حيث لا تزال جميع المعابر الحدودية الرئيسية مغلقة.
وأفاد برنامج الأغذية العالمي بأن الإغلاق هو الأطول الذي تواجهه غزة، وأنه يُفاقم تدهور الأسواق والأنظمة الغذائية الهشة أصلًا، فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1400% مقارنةً بفترة وقف إطلاق النار في وقت سابق من العام، في حين أن السلع الغذائية الأساسية شحيحة.
وحذر البرنامج الأممي من أن هذا يثير قلقًا بالغًا بشأن سوء التغذية، وخاصةً بين الأطفال الصغار والنساء الحوامل والمرضعات وكبار السن وغيرهم من الفئات الضعيفة، مؤكدًا وجود أكثر من 116000 طن متري من المساعدات الغذائية وهي كمية تكفي لإطعام مليون شخص لمدة تصل إلى أربعة أشهر جاهزة وتنتظر وصولها إلى غزة من قِبل برنامج الأغذية العالمي وشركائه بمجرد إعادة فتح الحدود.
وحث برنامج الأغذية العالمي جميع الأطراف على إعطاء الأولوية لاحتياجات المدنيين والسماح بدخول المساعدات إلى غزة فورًا، والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.
المفوض السامي: إسرائيل دمرت غزة
من جهته سلط مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة الضوء على تدهور الوضع في كل من غزة والضفة الغربية في بيان نُشر الجمعة.
وأشار البيان إلى أنه على مدار الثمانية عشر شهرًا الماضية، دُمّرت حياة 2.2 مليون فلسطيني في غزة بسبب الأعمال العدائية، والقيود الصارمة على المساعدات الإنسانية، وتدمير جميع البنى التحتية الأساسية تقريبًا.
وقال البيان إنه منذ انهيار وقف إطلاق النار، وخلال الأسبوع الماضي تحديدًا، تسارعت وتيرة الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين، ما أودى بحياة عدد لا يحصى من المدنيين، وزاد من خطر التدمير الكامل لما تبقى من البنية التحتية القليلة كما أدت أوامر التهجير و"الحصار الإسرائيلي الشامل المتجدد لقطاع غزة" إلى تفاقم الوضع.
وأشار البيان إلى أنه مع تزايد يأس السكان بسبب ندرة الغذاء وغيره من المؤن الحيوية، تتفاقم الاضطرابات الاجتماعية، مع ورود تقارير متكررة عن اندلاع نزاعات داخل المجتمع تنطوي على استخدام الأسلحة النارية.
وأكد البيان أنه خلال الفترة بين 21 و22 أبريل الجاري، أسفرت هجمات متعمدة ومنسقة في ثلاث محافظات بغزة عن تدمير 36 آلية ثقيلة تُستخدم في عمليات الإغاثة الإنسانية، مثل الحفارات وشاحنات المياه وخزانات شفط المجاري.
وفي الفترة ما بين 18 مارس و22 أبريل الجاري، سجل مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة 229 هجومًا على مبانٍ سكنية، و91 هجومًا على خيام للنازحين، وقد أسفرت معظم هذه الهجمات عن وفيات، من بينهم العديد من الأطفال والنساء.
وأفاد المكتب بأن الهجمات العسكرية الإسرائيلية المستمرة على المدنيين والأهداف المدنية استمرت في جميع أنحاء غزة، في انتهاك للمبادئ الأساسية للتمييز والتناسب والحيطة، وفقًا لما يقتضيه القانون الإنساني الدولي.
حماس: قطاع غزة يدخل مرحلة المجاعة
كما أكدت "حماس"، السبت، أن قطاع غزة يدخل مرحلة المجاعة بسبب استخدام رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو التجويع سلاحًا للإبادة ضد الشعب الفلسطيني، موضحة أن إعلان برنامج الغذاء العالمي استنفاد كل مخزوناته الغذائية يعبّر عن المستوى الخطير الذي بلغته الكارثة الإنسانية التي صنعها الاحتلال، ويؤكد دخول غزة مرحلة المجاعة الفعلية.
وحذرت حماس من التداعيات الكارثية لجريمة الإغلاق الشامل الذي تفرضه حكومة الاحتلال على غزة، ومنعها دخول مقومات الحياة الأساسية ما يهدّد حياة أكثر من مليونين وربع المليون إنسان يعيشون تحت وطأة القصف والمجازر وحرب الإبادة.
وأكدت حماس أن استخدام حكومة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو سلاح التجويع يستدعي من المجتمع الدولي موقفًا واضحًا بالإدانة، وخطوات فاعلة لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم ضد الإنسانية.