الخطابات المناهضة للمسيحيّة في تركيا تزداد حدةً…بيزنطيا القديمة أصبحت معقلاً للإضطهاد اليومي
07.02.2017 03:04
اهم اخبار العالم World News
الخطابات المناهضة للمسيحيّة في تركيا تزداد حدةً…بيزنطيا القديمة أصبحت معقلاً للإضطهاد اليومي
حجم الخط

تقرير أصدرته هذا الاسبوع الجمعيّة التركيّة للكنائس البروتستانتية من ان الاضطهاد والخطاب التحريضي بحق المسيحيين من جميع الطوائف قد ازداد بشكلٍ كبير في البلاد خلال السنة الماضيّة، خاصةً عبر وسائل الاعلام.

 

وسلطت صحيفة حريات التركيّة الضوء على التقرير الجديد، بعنوان التقرير حول انتهاكات الحقوق للعام 2016، وأشارت الى زيادة في حدّة خطاب الكراهيّة بحق المسيحيين في الاوساط العامة وهو خطاب بلغ ذروته خلال فترة عيد الميلاد. ويُشير التقرير الى لوحات إعلانيّة وملصقات ومنشورات ورقيّة والكترونيّة جميعها نددت باحتفالات الميلاد ورأس السنة. وأضاف التقرير ان الحكومة لم تبذل سوى جهدا محدودا جداً لتفادي ظواهر التعصب المناهض للمسيحيّة.

 

وذكرت جمعيّة الكنائس البروتستانتية حالات عديدة من التمييز المؤسساتي بحق المسيحيين في المدارس. وبوّب التقرير حالات لتلاميذ مسيحيين ويهود يُجبرون على تلاوة الشهادة والمشاركة في صفوف التعليم الإسلامي على الرغم من أنهم مسجلين في المدارس بصفة غير مسلم.

 

ويُشير التقرير الى انه بات من الأصعب يوم بعد يوم الإستفادة من حق الإعفاء (من الصفوف الدينيّة) وان المسؤولين يطالبون بالمزيد من الوثائق والأدلة لإعفاء طفل من الدروس القرآنيّة في استراتيجيّة لإبعاد التلاميذ غير المسلمين عن المناهج.

 

وتجدر الإشارة الى أن محتوى تقرير هذه السنة يختلف عن محتوى سابقه. فركز التقرير في نسخته السابقة على رفض الحكومة السماح ببناء دور عبادة جديدة للمسيحيين على اعتباره أكبر تحدي يواجه رجال الدين المسيحيين حينها. وتطرق الى جرائم الكراهيّة والاعتداءات الجسديّة واللفظيّة والتهديدات بحق البروتستانت إضافةً الى اجبار التلاميذ على تلاوة الشهادة في المدارس.

 

ويحتج الإسلاميون منذ سنوات على مظاهر الاحتفال بعيدَي الميلاد ورأس السنة وفي ديسمبر من العام 2015، احتج الإسلاميون على إقامة شجرة الميلاد في أنقرة معتبرين ان موقعها قريب جداً من أحد الجوامع. فاحتجوا وحملوا لافتات كُتب عليها: نحن أمة النبي محمد الذي ارتقى بصلاته الى الجنة لا أمة بابا نويل الذي يحضر هدايا آخر السنة.

 

وشهدت فترة ميلاد العام 2016 عدائيّة أكبر بحق المسيحيين خاصةً وان عددا من المجموعات الإسلاميّة عارضت بتهديد السلاح كل مظاهر بابا نويل معلنةً ان هدفها هو بإرجاع الناس الى جذورها خاصةً وان تركيا أمة تقود الاسلام منذ مئات السنين.

 

كما وأعرب تنظيم الدولة الإسلاميّة عن امتعاضه من مظاهر احتفالات الميلاد ورأس السنة في تركيا فاستهدف جهادي ملهى رينا في اسطنبول ليلة رأس السنة في احتجاج على الاحتفال بهذا العيد. وتجدر الإشارة الى ان المسلمين المتطرفين يعتبرون عيد رأس السنة احتفالاً خاصا بالوثنين والمسيحيين فقط والى ان أغلبيّة ضحايا الملهى الليلي كانوا من السياح القادمين من الشرق الأوسط.

 

وإضافةً الى التهديدات الإرهابيّة، اتخذت الحكومة اجراءات بحق الجماعة المسيحيّة. فقد اعتقلت في ديسمبر مثلاً القس أندرو برانسون من كنيسة القيامة الإنجيليّة الأمريكيّة في إزمير زاعمةً انه شارك في الإنقلاب الفاشل على الرئيس رجب طيب أردوغان. وأشار محامي برانسون الى ان توقيف موكله ليس سوى نتيجة لاضطهاد المسيحيين وهذا ما أكده أحد المسؤولين الاتراك، أيكان إردمير قائلاً: يعتبر الرئيس أردوغان نظريات المؤامرة المسيحيّة استراتيجيّة فعالة لحشد الدعم الشعبي لحكمه الأحادي.

 

ولا تُعتبر البروتستانت الشريحة الوحيدة المستهدفة من قبل المسلمين المتعصبين فيشير الكاثوليك الى انه بالرغم من تمكنهم من التجوّل بحرية إلا ان الناس تخاف المشاركة في القداس ما يؤكده تراجع المشاركة الملحوظ.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.