
أكد الباحث في الشأن الإيراني، أحمد محمد فاروق، أن إيران تمر حاليًا باختبار وجودي حقيقي، مشيرًا إلى أن التصعيد العسكري الإسرائيلي لم يعد مجرد ردع أو هجوم على مواقع نووية، بل تطور ليصبح محاولة صريحة لإسقاط النظام الإيراني.
وقال فاروق في تصريحات، لـ"الدستور"، إن طهران تنظر إلى العدوان الإسرائيلي الأخير باعتباره تتويجًا لمسار من الخداع، حيث كانت المفاوضات النووية، التي أحرزت تقدمًا نسبيًا، مجرد غطاء زمني استخدمته إسرائيل لتجهيز بنك أهدافها وتحديد شخصيات ومواقع استراتيجية لضربها.
هجوم غير مسبوق منذ الحرب العراقية.. ورد إيراني منظم
وأوضح فاروق أن الهجوم الإسرائيلي الأخير كان الأكبر من نوعه منذ الحرب العراقية الإيرانية، سواء من حيث حجم الضربات أو نوعية الأهداف التي طالتها. ومع ذلك، استطاعت إيران أن تعيد ترتيب صفوفها سريعًا، حيث شنت ست موجات من الهجمات الصاروخية المنظمة خلال ساعات، استخدمت فيها صواريخ باليستية وأخرى فرط صوتية، وحققت خسائر ملموسة في الداخل الإسرائيلي.
استهداف القيادات العسكرية.. واختراقات أمنية واضحة
وفيما يخص استهداف القيادات العسكرية الإيرانية، أكد فاروق أن التغيير السريع في مواقع القيادة أظهر وجهين للضربة الإسرائيلية: أولًا، حجم الاختراق الأمني داخل إيران، وثانيًا قدرة النظام على تعويض القيادات بسرعة لافتة.
وأشار إلى أن إسرائيل قد تكون تعمدت استهداف القيادات الداعية إلى "الصبر الاستراتيجي" داخل الحرس الثوري، ما يعني أن الأصوات المعتدلة داخل النظام الإيراني قد تم تحييدها، وهو ما يفسر التحول السريع في نبرة وطبيعة الرد الإيراني.
تدوير أجيال القيادة.. والجيل الجديد أقل حذرًا
كما يرى الباحث أن استهداف هذه القيادات قد يدفع إيران لتدوير أجيال القيادة داخل الحرس الثوري، حيث كان الجيل السابق أكثر حذرًا نتيجة معاناته من ندوب الحرب مع العراق، أما الجيل الجديد فقد لا يتسم بنفس مستوى التردد أو الضبط الاستراتيجي.
خسارة شمخاني.. صدى أكبر داخل النظام
ولفت فاروق، إلى أن خسارة القائد علي شمخاني سيكون لها صدى أعمق من باقي القيادات، ليس فقط لرمزيته كمقاتل في الحرب الإيرانية العراقية، بل أيضًا لدوره البارز في العلاقات الإيرانية العربية، باعتباره أحد أبرز مبعوثي النظام إلى دول الجوار.
خيارات إيران المقبلة.. من التصعيد إلى إغلاق هرمز
وحول الخيارات المقبلة، قال فاروق إن إيران تدرك أن المعركة الحالية تتجاوز مجرد الدفاع عن منشآتها النووية، بل تمثل محاولة لإسقاط النظام بالكامل، وهو ما يجعلها تتجه إلى أقصى درجات التصعيد.
وحذّر من أن إيران قد تلجأ إلى إغلاق مضيق هرمز، وهو ما سيؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي في ظل اعتماد أكثر من 20% من النفط العالمي على هذا الممر. كما ألمح إلى احتمالية استهداف قواعد عسكرية أمريكية أو أوروبية في المنطقة، حيث تعتبر طهران أن هذه الدول شريكة في العدوان أو على الأقل داعمة له.