
اتفاقية بين الكنائس جاء نصها "بيان طاعة لعمل الروح القدس الذي يقدس الكنيسة ويحفظها عبر العصور ويقودها لتبلغ الوحدة الكاملة التي صلي المسيح من أجلها، فنحن اليوم البابا فرنسيس والبابا تواضروس الثاني كي نسعد قلب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، وكذلك قلوب أبنائنا في الإيمان، نسعي جاهدين بضمير صالح نحو عدم إعادة سر المعمودية الممارس في كنيستينا للشخص الذي يريد الانضمام للكنيسة الأخرى حسب تعاليم الكتاب المقدس وإيمان المجامع المسكونية الثلاث في نيقية والقسطنطينية وأفسس، نطلب من الله الآب أن يقودنا في الأوقات وبالطرق التي يريدها الروح القدس إلى بلوغ الوحدة التامة لجسد المسيح السري".
نص الاتفاقية بين الكنيستين فجر شحنات غضب الأقباط والآباء والأساقفة على حد سواء لعدم اعتراف كنيستهم منذ قرون بقانون الإيمان الكاثوليكي ما يضع البابا تواضروس في مأزق مابين التمسك بقوانين الإيمان الأرثوذكسي التقليدي وإرضاء رعيته أو التوقيع على بيان المعمودية المشترك بين الكنيستين، والذي يعد أحد أسرار الكنيسة السبعة الذي لا تقبله الأرثوذكسية من نظيرتها الكاثوليك بعد انشقاق الأخيرة عن الكنيسة الغربية.
لم تتوقف تداعيات توقيع وثيقة المعمودية المشتركة عند ذلك الحد بل امتدت إلى أن بعد ساعات قليلة من مغادرة البابا فرنسيس إلى روما، سافر البابا تواضروس إلى إيطاليا، ومن المرجح أن يلتقي الجانبان للوصول لبروتوكول مشترك دون الإخلال بالفكر الأرثوذكسي في محاولة لإرضاء الشعب القبطي وأساقفة المجمع المقدس قبل إنعقاده أواخر الشهر المقبل.
يقول القمص سرجيوس سرجيوس، وكيل البطريركية القبطية للأقباط الأرثوذكسية، إن ملامح كيفية تطبيق الوثيقة لم تظهر بعد وتحتاج إلى دراسة ما تحويه من آباء وأساقفة الكنيسة لذا لا يجب الحكم عليها قبل الإطلاع، مضيفا أن البابا تواضروس على مدى خدمته من أشد الرافضين لمعمودية الكاثوليك وهو مايؤكد أن الوثقة لم يستوضح ما فيها لانها ذكرت " نسعى جاهدين، بضمير صالح، نحو عدم إعادة سر المعمودية الذي تم منحه في كل من كنيستينا لأي شخص يريد الانضمام للكنيسة الأخرى، إننا نقرُّ بهذا طاعةً للكتاب المقدس ولإيمان المجامع المسكونية الثلاثة التي عُقدت في نيقية والقسطنطينية وأفسس".
وأضاف سرجيوس، بالفعل هناك تقارب بين الكنائس في مصر لاتحتاج إلى توقيع الكنيسة الأرثوذكسية على بروتوكول أو الاعتراف في وثيقة لأن البابا شنودة صاحب مشروع إنشاء مجلس كنائس مصر لذا تلك الوثيقة تبعث رسالة بوجود محبة وسلام بين الطرفين.
وأشار وكيل البطريركية، إن هناك حوار مشترك قائم بين الكنيستين منذ الزيارة الرسمية التي أجراها البابا شنودة الثالث في مايو عام 1973 بعد توقيع على بيان مشترك، و تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة مهمتها توجيه دراسات مشتركة في التقليد الكنسي، وعلم آباء الكنيسة، الليتورجيات، واللاهوت، والتاريخ، والمشاكل العلمية، وذلك حتى تتمكن الكنيستين من التعاون والسعي معاً لحل الخلافات القائمة بينهما، ولازال الحوار قائما فهناك جلسات حوار تعقد في روما وجلسات تعقد في مصر وزيارة البابا فرنسيس كانت أخر تلك الجلسات، والوثيقة التي وقع عليها البابا تواضروس والبابا فرنسيس في الكاتدرائية المرقسية تؤكد إستمرار ذلك الحوار لان الإختلاف في المعمودية ضمن أسرار الكنيسة التي لا تهاون فيها وهناك خلاف بين الكنيستين حول قانون الإيمان لسر المعمودية وليس كما يردد البعض أن الخلاف في تغطيس المسيحي أو رشه بالماء.
علق القس لوقا راضي، كاهن كنيسة مارمينا المعمدان بالقوصية، إن توقيع البابا تواضروس على البيان المشترك يؤكد أن المجمع المقدس على علم بمحتوى البيان الذي هو في مرحلة النقاش، خاصة أن جملة "نحن نسعى جاهدين معا من أجل عدم إعاده المعمودية لاي شخص يريد الانضمام للكنيسة الاخرى" تشير إلى مرحلة السعي وليس الإتفاق والإبرام خاصة أن نص الاتفاق المشترك الاجنبي لا يحتوي على كلمة "نعلن" بل "نسعى" ما زالت الكنيستين فى مرحلة النقاش اللاهوتي بين الكنيستسن.
وأضاف أن الاتفاق جرى على أن عدم إعادة المعمودية سيكون بعد إزالة الحرومات والنقاش اللاهوتي لمن يريد أن ينضم إلى أحد الكنيستين إنضماما كاملا أي لا تعني دمج الكنيستين بل فقط لمن يرغب أن يترك كنيسته وينضم للاخرى، و نصلي من أجل أن تتم المناقشات اللاهوتيه بين الكنيستين إلى الوحدة التامة على أساس الكتاب المقدس والمجامع المسكونية.
من جانبه كشف الأب رفيق جريش، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية، أنه لم يتم التوقيع على إتفاق نهائي بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية حول المعمودية المشتركة، بينما إعلان موقع الفاتيكان الناطق بالعربية بأن الكنيستين توصلا إلى إتفاق وإعتراف بالمعمودية بينهما ترتب عليه تلك الأفعال الغاضبة من الجانب القبطي لكن سرعان ما تلافى موقع الفاتيكان ذلك الخطأ وإستبدله بجملة " نسعى جاهدين بضمير صالح نحو عدم إعادة سر المعمودية الممارس في كنيستينا للشخص الذي يريد الانضمام للكنيسة الأخرى حسب تعاليم الكتاب المقدس وإيمان المجامع المسكونية الثلاثة في نيقية والقسطنطينية وأفسس".
وتابع جريش، رغم أنه لم يحدث إتفاقا نهائيا حول المعمودية المشتركة إلا أنها تعد خطوة على الطريق لوحدة الكنائس ودراسة سبل تحقيق ذلك قبل الإعتراف المشترك.
شباب الكاثوليك يؤدون الحج الديني في القاهرة الجديدة
لم تكن فقط "اتفاقية المعمودية المشتركة" الأمر الوحيد الذي أثار جدلا خلال الزيارة الناجحه لبابا الفاتيكان لمصر لكن قيام 250 شابا كاثوليكيا بالحج الديني في منطقة التجمع الثالث على 36 ساعة، أختتمت مراسمه بصلاتهم القداس الإلهي مع البابا فرنسيس في إستاد الدفاع الجوي.
الحج الديني الكاثوليكي اعتاد أن يكون في أماكن مرت بها العائلة المقدسة على ضفاف وادي النيل أو المناطق الأثرية لكن تلك المرة كان مقصد الكنيسة الكاثوليكية الذي تقيم فيه مراسم الحج الديني هو منطقة أنشئت حديثا لم تمر بها العائلة المقدسة، يقول فريد رزق، أحد المشاركين في الحج الكاثوليك بمنطقة التجمع الثالث، بدأ الحج الديني في تمام الخامسة عصر يوم الخميس السابق لزيارة البابا فرنسيس إعتقادا منا أن زيارة بابا الفاتيكان ستوافق 27، 28 وليس 28، 29 إبريل الماضي، فأقمنا في بيت دي لاسال الكاثوليكي على شرط ألا يغادر أي شاب للبيت على مدار اليومين وفقا للتعليمات الأمنية بالإضافة وجود حمامات سباحة لإستخدامه في رتبة التوبة وهي صلوات بها تأمل.
وأشار رزق، إلى أن إختيار التجمع الثالث رغم كونها منطقة حديثة النشأ جاء بناءا على تعليمات أمنية لإمكانية تأمين المنطقة بأكملها لتكن على مقربة من إستاد الدفاع الجوي، وفي نهاية الحج الديني غادر الشاب إلى الإستاد للقاء البابا والصلاة الإلهية معه.