
التقي نيافة الحبر الجليل الأنبا مكسيموس أسقف بنها، مجموعة من الأساتذة الجامعيين من شتى التخصصات، وهم: أعضاء في أسرة “بنتينوس” التي أسسها منذ سنوات نيافة الحبرين الجليلين الأنبا موسى والأنبا رافائيل.
رتب اللقاء الدكتور عادل توفيق و الدكتور رؤوف توفيق مقررا الأسرة، واستقبلهم نيافة الأنبا مكسيموس في كنيسة السيدة العذراء بكفر عبده وهي إحدى الكنائس التابعة لإيبارشيته، وهي أيضا الكنيسة التي رسم على مذبحها المتنيح أبونا ميخائيل إبراهيم، وتباركت بظهورات كثيرة للسيدة العذراء.
وفي كلمة نيافته بعد القداس الإلهي قال: قد نختلف في الوظائف أو أماكن العمل والجامعات ولكن تجمعنا رسالة واحدة أن نقتدي بالمسيح، ولابد أن نتذكر ونؤمن أن وجودنا في أي مكان ليس صدفة وإنما بتدبير إلهي، فالله يغرسنا في مجتمعات مختلفة لكي نكون نور للعالم وسنحاسب على ذلك.
فبرغم أن حياة المسيح على الأرض قد مضت لكن يجب أن تستمر رسائله للعالم من خلالنا.
والحقيقة أنكم كأساتذة جامعة عليكم مسؤولية؛ لأننا نؤمن أننا أبناء الله فيجب أن نتشبه بأبينا السماوي.
أضاف نيافته مستشهدا بقول الأنبا أنطونيوس :”يأتي وقت يجن فيه الناس ويتهمونك بالجنون لأنك لست مثلهم”.
نيافة الأنبا مكاريوس: المطالبة بالحق لا تتعارض مع التسامح
وإنما نقيس أنفسنا على ٣ مقاييس:
أولًا:على السيد المسيح الذي قال: تعلموا مني في كل حاجة وليس فقط في الوداعة
وعقب نيافة الأنبا مكاريوس على ذلك، قائلا: السيد المسيح الجوهرة المثالية التي نقيس عليها كل سلوكايتنا، ولن نجد في حياتنا نمط نقابله ولا موقف ولاشخصية إلا قابل مثلها المسيح.. وكما تصرف ذاك علينا أن نشابهه.
وهنا لفت نيافته إلى أن المطالبة بالحق ورفع الظلم والتمييز لايتنافى أبدا مع تعاليم السيد المسيح، فبرغم أنه أوصانا “من لطمك على خدك الأيمن حول له الأيسر أيضًا”، في موقف آخر هو نفسه قال أثناء محاكمته “لماذا تلطمني؟”
فنحن نسامح من يظلمونا ونحبهم ولانحمل لهم ضغينة لكننا نطالب بحقوقنا بلياقة وأدب: مثلما فعل يوحنا المعمدان الذي قال للملك “لايحل لك” بأدب.
ومثل بولس الرسول الذي قال “أنا رافع دعوايا لقيصر” أي لأعلى درجة في المحاكم.
ثانيًا: نقيس أنفسنا على الكتاب المقدس والوصية الإلهية، فالكتاب المقدس كتاب حياة والوصية الإلهية هي مقياسنا في كل زمان ومكان.
ثالثًا: نقيس أنفسنا على القديسين ما أجمل كنيستنا بتنوع القديسين وفضائلهم، فمثلا نتمثل بالأنبا بيشوي في الصلاة وبالقديس يؤانس القصير في الطاعة، وإياك أن تصاب بالإحباط؛ لأن القديسين وهم بشر مثلنا سلموا أنفسهم لعمل الروح القدس فيهم.
وعاد نيافة الأنبا مكاريوس بقول: الغصن اللي ينبت من شجرة تين سيطرح تين، والذي بكرمة عنب سيطرح عنب، والذي يثبت في المسيح تظهر عليه صورة المسيح الذي يراها الجميع فيه.
فيجب علينا ان نكون قدوة للناس بشكل عملي وليس بكلام منمق.
واختتم نيافته قائلا: “كل ما الدنيا حوالينا تظلم وتختل فيها القيم يحتاجون أكثر إلى نور المسيح”، و”*كل ما الفساد يزيد يحتاج العالم إلى البر الذي فينا”، “غفران أهالي الشهداء للقتلة يعتبر كرازة بالمسيح أقوى من ١٠٠ عظة داخل الكنائس “، وفي النهاية استشهد ضاحًا بمثل شعبي :”حارة من غير نصارى خسارة”.