أصبح مشروع قانون لإنهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي قانونًا نافذًا بعد أن أقره مجلس النواب، ثم صدق عليه الرئيس دونالد ترامب سريعًا لينهي بذلك فترة التوقف التي استمرت 43 يومًا، والتي تعد الآن الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، بأكثر من أسبوع.
أُقر الإجراء بأغلبية 222 صوتًا مقابل 209، مساء أمس الأربعاء، ومن المتوقع أن يبدأ الموظفون الفيدراليون باستئناف عملهم اليوم الخميس. وقد وعد ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع عند التوصل إلى الاتفاق قائلًا: "سنفتح بلادنا بسرعة كبيرة".
لإغلاق، الذي تجاوز الأسبوع مقارنة بالإغلاقات السابقة، أسفر عن خسائر مالية هائلة، قدرتها شبكة CBS News استنادًا إلى مكتب الميزانية في الكونجرس بين 7 و14 مليار دولار، هذا الرقم يعكس الأثر المباشر على نمو الناتج المحلي الإجمالي والتأثير على مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية.
تأثرت الخدمات الحكومية الحيوية بشكل كبير، حيث توقف صرف بعض الرواتب والامتيازات، وتأخر صرف مساعدات برنامج المساعدة الغذائية التكميلية (SNAP) لما يقارب 42 مليون أمريكي، ما زاد من المخاوف المتعلقة بالأمن الغذائي للأسر ذات الدخل المحدود.
الآثار لم تقتصر على المواطنين فقط، بل امتدت لتشمل الموظفين الفيدراليين، حيث أُجبر حوالي 670 ألف موظف على التوقف عن العمل مؤقتًا، وعمل نحو 730 ألف موظف بدون أجر خلال فترة الإغلاق. كما واجه أكثر من 4000 موظف خطر التسريح قبل تدخل القضاء لمنع ذلك.
القطاع الخاص لم يسلم من التداعيات، إذ شهدت المطارات الأمريكية تأخيرات كبيرة، وألغيت آلاف الرحلات يوميًا بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية. وقدر اتحاد الطيران الأمريكي الخسائر في هذا القطاع بنحو 11 مليار دولار نتيجة التباطؤ في العمليات وانخفاض الإقبال على السفر.
وعلى صعيد الاقتصاد الكلي، أشار مكتب الميزانية في الكونجرس إلى أن الإغلاق سيخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 1.5 نقطة مئوية في الربع الرابع، مع توقع استمرار تأثير الإغلاق على البيانات الاقتصادية، بما في ذلك مؤشرات أسعار المستهلك وتقرير الوظائف لشهر أكتوبر.
لذا، مع انتهاء الإغلاق، أصبح التركيز منصبًا على تعافي الاقتصاد واستئناف الرواتب والصرف الكامل لمستحقات SNAP، بالإضافة إلى تمويل الوزارات الحيوية مثل الزراعة وشئون المحاربين القدامى، حتى 30 يناير، بما يضمن الحد الأدنى من استقرار الخدمات الحكومية.
آثار الإغلاق الحكومي حسب القطاعات
قطاع الطيران والنقل
- شهدت المطارات الأمريكية تأخيرات كبيرة في الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية.
- ألغيت آلاف الرحلات يوميًا خلال الأسبوع الأخير من الإغلاق.
- اتحاد الطيران الأمريكي قدر الخسائر بحوالي 11 مليار دولار نتيجة تراجع العمليات والإقبال على السفر.
- يُستأنف الآن دفع رواتب مراقبي الحركة الجوية وموظفي إدارة أمن النقل (TSA).
برنامج المساعدات الغذائية (SNAP)
- حوالي 42 مليون أمريكي يعتمدون على قسائم الطعام، وكانوا على وشك فقدان مستحقاتهم.
- تكلفة تمويل برنامج المساعدات الغذائية لشهر نوفمبر بلغت 9.2 مليار دولار.
- إجمالي الإنفاق الفيدرالي لبرنامج SNAP خلال السنة المالية 2024 وصل إلى 99.8 مليار دولار.
- بعض الولايات لجأت للقضاء لضمان استمرار الصرف خلال الإغلاق، بما في ذلك استخدام صندوق الطوارئ البالغ 5 مليارات دولار.
المرتبات والموظفون الفيدراليون
- حوالي 670 ألف موظف أُجبروا على التوقف مؤقتًا.
- نحو 730 ألف موظف عملوا بدون أجر.
- أكثر من 4000 موظف واجهوا خطر التسريح قبل تدخل القضاء.
- ألغى القانون الجديد أي تسريحات خلال فترة الإغلاق وحتى 30 يناير.
وقد ساهم متبرع خاص لم يذكر ترامب اسمه بقيمة 130 مليون دولار في تمويل رواتب الجيش، ما يعادل نحو 100 دولار لكل جندي من 1.3 مليون جندي.
الخسائر الاقتصادية العامة
التكلفة الاقتصادية للإغلاق بلغت على الأقل 7 مليارات دولار بعد 4 أسابيع، وارتفعت إلى 11 مليار دولار بعد ستة أسابيع، و14 مليار دولار بعد ثمانية أسابيع، وفقًا لمكتب الميزانية في الكونجرس.
من المتوقع أن ينعكس جزء كبير من هذا الانخفاض بعد إعادة فتح الحكومة، لكن تأثير الإغلاق سيستمر على البيانات الاقتصادية لعدة أسابيع، ما يؤثر على ثقة المستثمرين والنمو الاقتصادي المستقبلي.