أطلقت غرفة طوارئ شنقل طوباي في ولاية شمال دارفور نداءً إنسانيًا عاجلًا إلى المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية وجميع الجهات الخيرية، للمسارعة في تقديم المساعدات الإغاثية العاجلة للنازحين الذين تدفّقوا مؤخرًا إلى المنطقة، هربًا من تصاعد الأحداث في مدينة الفاشر وجحيم مليشيا الدعم السريع.
وقالت الغرفة في منشور لها على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، إن الوحدة الإدارية في شنقل طوباي تشهد تدفّقات كبيرة للنازحين خلال الأيام الأخيرة، ما فاقم معاناة الأسر القديمة المقيمة أصلًا في المخيمات، وأدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل حاد.
وأوضحت أن النازحين الجدد والقدامى على حد سواء يعانون من نقص حاد في الغذاء ومياه الشرب والمأوى، إضافة إلى تفشي حالات سوء التغذية وتدهور الوضع الصحي، خاصة بين الأطفال والنساء وكبار السن.
وناشدت غرفة الطوارئ جميع الجهات المعنية التحرك الفوري لتوفير الغذاء والدواء والمياه النقية والمساعدات الإنسانية العاجلة، مؤكدة أن “التدخل السريع بات ضرورة لإنقاذ الأرواح وتخفيف حدة المعاناة الإنسانية التي تتفاقم يومًا بعد يوم”.
عائلات مُشتتة وأطفال يُقتلون أثناء فرار الناجين من الفاشر "المروعة"
تأتي هذه الاستغاثة في وقت تتوالى فيه التقارير المروعة من مدينة الفاشر، حيث تحدث ناجون لوسائل إعلام عن عمليات قتل وفصل عائلات ارتكبتها مليشيا الدعم السريع بعد سيطرتها على المدينة.
وذكرت وكالة فرانس برس أن مقاتلي الدعم السريع فرقوا عائلات وقتلوا أطفالًا أمام ذويهم، بينما لا يزال عشرات الآلاف محاصرين بعد سقوط المدينة، وسط تحذيرات من استمرار عمليات القتل الجماعي وفق صور أقمار صناعية حديثة.
وقالت "زهرة"، وهي أم لستة أطفال فرت من الفاشر إلى بلدة طويلة المجاورة: "لا أعرف إن كان ابني محمد حيًا أم ميتًا... لقد أخذوا جميع الأولاد.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 65 ألف شخص فروا من الفاشر منذ يوم الأحد، فيما لا يزال عشرات الآلاف محاصرين داخل المدينة التي كان يسكنها نحو 260 ألف شخص قبل الهجوم الأخير.
وأكدت منظمة أطباء بلا حدود أن "عددًا كبيرًا من المدنيين ما زالوا في خطر محدق، وتمنعهم مليشيا الدعم السريع وحلفاؤها من الوصول إلى مناطق أكثر أمانًا"، مشيرة إلى أن نحو 5000 شخص فقط تمكنوا من الوصول إلى بلدة طويلة التي تبعد نحو 70 كيلومترًا غرب الفاشر.
وقال ميشيل أوليفييه لاشاريت، رئيس قسم الطوارئ في المنظمة، إن "أعداد الواصلين إلى طويلة غير متناسبة، في حين تتزايد التقارير عن فظائع واسعة النطاق".