كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعاني من نقص كبير في عدد مجنديه يصل إلى الآلاف، ووصلت الأزمة إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يتم تكليف الجنود الذين يعودون من القتال بمهام مطبخ وخدمات إدارية أخرى، ما يعكس نقصًا حادًا في جميع المجالات وليس فقط بين المقاتلين، حيث رفض الآلاف الاستمرار في الحرب.
واعتبرت الصحيفة، وفقًا لشهادات الجنود، أن إرسال مقاتلين إلى مهمات إدارية هو دليل على فشل جيش الاحتلال في إدارة موارده البشرية.
عبء ثقيل ونقص كبير فى عدد جنود جيش الاحتلال
وتابعت الصحيفة أن العريف أول "ش"، الذي خدم طوال 14 شهرًا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، شارك أيضًا بشهادته عن الفوضى والضغط غير المسبوقين خلال المئة يوم الأولى من الحرب، قائلًا: "حجم المهام تضاعف بشكل هائل، لدرجة أن العمل كان يشعر وكأنه تسونامي مستمر".
وكان العريف أول "ش" من المفترض أن يُسرّح في 9 أبريل، لكنه، مثل الكثيرين، علم بتمديد خدمته.
وعبّر عن شعوره بالمسئولية الثقيلة، مؤكدًا أنه لا يستطيع الإصرار على تسريحه لأنه لا يوجد من يحل محله داخل الدبابة.
وأشار إلى أن عدد الجنود الذين يفهمون حقيقة الوضع قليل جدًا، حيث يعاني معظمهم من شعور العزلة.
وكشف ضابط خدم نحو عقد من الزمان في جيش الاحتلال الإسرائيلي وقاد مئات الجنود خلال الحرب عن أن قرار تمديد الخدمة كان نتيجة مباشرة للنقص الحاد في القوى العاملة، لكنه أقر بأن الجنود كانوا بحاجة ماسة إلى استراحة بعد سنة كاملة من القتال المتواصل.
وقال إن القرار أثر بشدة على الروح المعنوية لجنود الاحتلال الذين شعروا بعدم الإنصاف، خاصة في ظل الفروقات الواضحة في العبء بين شرائح المجتمع المختلفة.
وأوضح الضابط أن بعض الوحدات سرّحت جنودها بينما احتفظت أخرى بهم، ما خلق حالة من الظلم وفقدان الحافز.
وأشار إلى أن الجيش يواجه أزمة معنوية خطيرة، حيث يشعر الجنود بأن المجتمع لا يتقاسم معهم أعباء الخدمة العسكرية بشكل متساوٍ.
وأكد الضابط أن الوضع السياسي المتوتر في إسرائيل يؤثر بشكل مباشر على مشاعر الجنود، مضيفًا أن الهجمات السياسية على منظومة الأمن الوطني وتراجع الإجماع حول العمليات العسكرية زاد من صعوبة الوضع النفسي للجنود.