رحلة سيامة «الراهب» من التقديم حتى القبول
01.08.2017 09:46
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
الدستور
رحلة سيامة «الراهب» من التقديم حتى القبول
حجم الخط
الدستور

احتفل البابا تواضروس الثانى، يوم الإثنين الماضى، بذكرى سيامته راهبا بدير الأنبا بيشوى للرهبان الأقباط الأرثوذكس بوادى النطرون.

 

والرهبنة نظام اجتماعى مسيحى، يلزم أفراده بحالة من التقشف والزهد والنسك، لا يقدر عليها المسيحى العادى، ويصلون إليها بتدريبات روحانية وجسدية مستمرة، رغبة فى إرضاء الله.

 

وقد عرف العالم كله ذلك النظام الاجتماعى على يد الملياردير المصرى «أنطونيوس»، الذى ولد ببلدة قمن العروس، التابعة لمحافظة بنى سويف عام ٢٥١م، وتوارثته من بعده الأجيال التى احتفظت بقوانين الرهبنة التى يحياها الرهبان إلى يومنا هذا، ويبدأ الراهب حياته الرهبانية، وهو فى بيت أبيه.

 

كشف طبى وشهادة التجنيد والفيش والمؤهل.. شروط التقدم

يلزم الشابَّ الراغبَ فى الرهبنة استيفاءُ عدة شروط قبل أن يتقدم إلى الدير الذى يرغب بالرهبنة به، أبرزها ألا يكون متزوجًا أو سبق له الزواج.

 

ويخضع الشاب لكشف طبى شامل، للاطمئنان على أنه لا يعانى أمراضا نفسية، قد تدفعه لإيذاء الرهبان دون وعى، ولضمان خلو جسده من الأمراض الجنسية أو الميول المنحرفة، مثل الشذوذ الجنسى، وكذلك الخلو من الأمراض الجسدية المعدية.

 

كما يشترط على طالب الرهبنة إنهاء موقفه القانونى من الخدمة العسكرية، من خلال استخراج شهادة الإعفاء النهائية أو شهادة استيفاء المدة، إلى جانب استخراج فيش جنائى للاطمئنان على أنه غير هارب من أى أحكام.

 

ويجب على الشاب استخراج شهادة المؤهل الدراسى، خصوصا أن هناك أديرة لا تقبل طالبى الرهبنة الحاصلين على شهادات أقل من درجة البكالوريوس أو الليسانس، بينما يُقبل الحاصلون على درجات المتوسط وفوق المتوسط بأديرة أخرى.

 

كما يجب أن يكون المتقدم للرهبنة مشهودا له من كنيسته التى ينتمى إليها، وذلك من خلال استخراج شهادة «تزكية» من كاهن الكنيسة. ولابد أيضا أن يكون الشاب كامل الأهلية، وقادرا على التعايش مع المجتمع، بمعنى أنه لا يكون متقدما إلى الدير هربًا من ثأر أو خشية من المسئولية والتعرض للفشل.

ويجب أن يكون المتقدم للرهبنة غير وحيد أبويه، لضمان أن هناك من يرعى والديه فى الكبر والمرض والعجز، وفى حالة تصميمه يجب أن يكتب والداه إقرارا تفصيليا بالحالة، وألا يكون لهما الحق فى طلبه مرة أخرى.

 

الخلوة الرُّوحية.. اختبار أخير للقبول

تُعد أولى الخطوات الجدية للشاب الراغب فى الرهبنة مرحلة «الخَلوة الروحية»، ويمر الشاب بتلك المرحلة، من خلال الذهاب إلى «بيت الخلوة»، والموجود بأى دير من أديرة مصر، لتجربة حياة الرهبان. ويترأس «بيت الخلوة» أحد رهبان الدير، ويضع به نظاما رهبانيا مصغرا، يقوم على قوانين صارمة، بالساعة والدقيقة، ومن يخالفها يتعرض لترك الدير فى التو واللحظة، حتى لو كان التوقيت متأخرا. 

 

ويتعرف الشاب خلال فترة الخلوة التى يقضيها بالدير على نموذج مصغر من حياة الرهبان المتعبة والمرهقة، كما يكتشف ميوله، وهل يميل بالفعل إلى حياة النسك، أم مجرد أحاسيس أو إعجاب بالرهبان وكفاحهم.

 

7 علاجات للتحكم فى الرغبات الجنسية

وضع الرهبان عدة قواعد للشباب الجدد المقبلين على الرهبنة، حتى يتسنى لهم التحكم فى الرغبة الجنسية التى تلح على الرجل، لا سيما الشباب، وهى كالآتى:

١- «العين سراج الجسد».. يضع الرهبان هذه الآية نصب أعينهم ليلًا ونهارًا، حتى لا يتسلل أى منظر إلى الفكر.

٢- الراهب المرشد، وهو أب كبير فى السن يتعامل مع الرهبان الشباب الجدد بمبدأ الطبيب الذى يضع القوانين والأعمال والصلوات وعدد السجدات «الميطانيات».

٣- الصلاة المستمرة ليلًا ونهارًا، إذ يتدرب الراهب على أن يصلى وهو يأكل ويشرب ويعمل ويتمشى، ليصل الأمر إلى العقل الباطن الذى يعكس الأمر بدوره فى الأحلام أثناء النوم، فيجتنبون الأحلام التى تثير الشهوة الجنسية.

٤- النوم والأكل على الكفاف، فلا ينام الراهب فى وضع قد يثير الحواس أو الشهوة كالنوم على البطن، كما لا ينام وقتا كبيرا، بل ينام الفترة التى تسمح له بإكمال دورة الحياة، وهكذا أيضًا الأكل، فالرهبان غالبًا لا يأكلون الأكلات التى تعطى الجسد طاقة كبيرة.

٥- العقل الفارغ معمل للشيطان، ولذلك فإن يوم الراهب لا يخرج عن الصلاة المستمرة، والعمل الشاق والمرهق، والقراءة والاطلاع والدراسة فى العلوم الدينية.

٦- يعتمد الرهبان على العمل الشاق فى إرهاق أجسادهم، حتى تفرغ قوتهم، ولا يمكنهم عمل أى شىء غير النوم، لإعادة شحن القوة مرة أخرى.

٧- الهروب من التجمعات، لا سيما التى توجد بها النساء، وتجنب الأحاديث التى يمكن أن تسمح بتسلل الأفكار السيئة إلى العقل. 

 

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.