
أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأن العملية العسكرية في قطاع غزة، والتي بدأت قبل أكثر من شهر، لم تحقق النتائج المرجوة، وعلى رأسها عدم التمكن من تحرير المحتجزين الإسرائيليين.
وبحسب صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فإنه على الرغم من أن قوات الاحتلال الإسرائيلية قامت بتطويق مدينة رفح وعزلها عن العالم الخارجي، وأحدثت دمارًا واسعًا حوّل أجزاء كبيرة منها إلى رماد وركام، ولكن نتائج هذه العملية لم تتطابق مع الأهداف المعلنة، كما تكبد جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر بشرية تمثلت في مقتل أربعة جنود وإصابة نحو عشرين آخرين.
وتابعت الصحيفة أنه في ضوء الإخفاقات، بات واضحًا داخل أروقة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الضغط العسكري الحالي لم يحقق مبتغاه، لذلك، يتجه الجيش إلى التماهي مع الأصوات المتطرفة داخل الحكومة الإسرائيلية.
وأشارت إلى أن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير، لا يرغب بتسليم المسئولية في هذه المرحلة، وفي المقابل، شرع جيش الاحتلال في إعداد خطط لتعزيز العمليات القتالية وفق القاعدة العسكرية القائلة "ما لا يتحقق بالقوة، يتحقق بمزيد من القوة".
وأوضحت الصحيفة العبرية أنه في خضم هذه التطورات، تبرز ضغوط أمريكية متزايدة، حيث عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن موقفه في مكالمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو داعيًا إياه إلى أن "يتعامل بلطف مع سكان غزة"، في إشارة إلى ضرورة السماح بوصول المساعدات الإنسانية مجددًا إلى القطاع.
ويعكس هذا التصريح توجهًا أمريكيًا واضحًا لممارسة ضغوط إضافية على إسرائيل لضبط سلوكها العسكري والحد من حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
الغرق في وحل غزة
وأكدت الصحيفة العبرية أن التقديرات تشير إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ يواجه معضلة حقيقية تتمثل في الغرق بشكل أعمق في مستنقع غزة.
وتابعت أنه كلما تصاعدت العمليات العسكرية واتسع نطاقها، ازدادت كلفة الحرب البشرية والمادية على إسرائيل.
وأشارت إلى أنه مع مضي جيش الاحتلال في خططه التصعيدية، تزداد الشكوك حول ما إذا كان هذا النهج سيؤدي إلى تحقيق الأهداف المعلنة أو سيفضي إلى انزلاق أعمق في مستنقع يصعب الخروج منه دون أثمان باهظة للغاية.
في ظل هذه الصورة القاتمة، يبدو أن إسرائيل تقف أمام مفترق طرق استراتيجي خطير، بين خيار التصعيد العسكري واسع النطاق بكل مخاطره، وخيار البحث عن تسوية سياسية تضمن لها مخرجًا مشرفًا من حرب تبدو بلا نهاية واضحة.