
ذكرت صحيفة واشنطن بوست، أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع المقبل، كانت مقررة منذ فترة طويلة، وذلك قبل الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مسؤولين من حركة حماس في قطر الثلاثاء الماضي، وهي الغارات التي فجرت خلافًا كبيرًا مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها مساء اليوم الجمعة، أن زيارة روبيو، المقررة في الفترة من 13 إلى 18 سبتمبر، تأتي في توقيت حساس، مشيرة إلى أنه لم يعلن بعد عن البرنامج الكامل لجولته في الشرق الأوسط، غير أن المؤكد أنه سينضم لاحقًا إلى ترامب في زيارة رسمية إلى بريطانيا بعد انتهاء محطته الإسرائيلية.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن المسؤولين الأمريكيين لم يكشفوا ما إذا كان "روبيو" سيكرر استياء ترامب من الضربات الإسرائيلية في قطر أو يوجه أي توبيخ لرئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في ظل الغموض الذي يلف الموقف الأمريكي من العملية.
أولويات الولايات المتحدة في المنطقة
ولفتت الصحيفة إلى تصريح نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تومي بيغوت، الذي أوضح أن روبيو "سينقل أولويات الولايات المتحدة في الصراع بين إسرائيل وحماس والقضايا الأوسع المرتبطة بأمن الشرق الأوسط"، مؤكدًا أن الوزير سيشدد على التزام واشنطن بأمن دولة الاحتلال وضمان عدم سيطرة حماس على غزة مجددًا، إضافة إلى المطالبة بإعادة جميع المحتجزين الإسرائيليين.
وأضاف بيغوت أن روبيو سيناقش أيضًا الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة، بما في ذلك غاراته على المباني السكنية، فضلًا عن الموقف الأمريكي الرافض لتوسيع الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية. ولم يُذكر اسم قطر تحديدًا في بيانه.
وذكرت "واشنطن بوست" أن روبيو سيعقد اجتماعًا منفصلًا في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن آل ثاني يوم الجمعة، وذلك في وقت تتصاعد فيه التوترات بعد الضربة الإسرائيلية المفاجئة التي استهدفت قادة من حماس في الدوحة.
تداعيات الضربة على اتفاقيات إبراهيم
وقالت الصحيفة إن إدارة ترامب، التي لطالما دعمت الضربات الإسرائيلية ضد حماس وإيران واليمن، كانت في الوقت نفسه تدفع بقوة نحو وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين.
وأضافت: "بمهاجمتها لمفاوضي حماس في الدوحة، ربما تكون إسرائيل قد أخلت بالتوازن الدقيق مع قطر، الحليف الرئيسي لواشنطن والمركز الأبرز لمحادثات السلام غير المباشرة".
كما تابعت الصحيفة قائلة إن هذه التطورات قد "تعرض للخطر الجهود المبذولة لتوسيع نطاق اتفاقيات إبراهيم"، التي اعتبرت من أبرز إنجازات السياسة الخارجية في الولاية الأولى لترامب.
ووفقًا للصحيفة، لم يوضح المسؤولون الأمريكيون ما إذا كان ترامب قد أبلغ مسبقًا بالهجوم الإسرائيلي في الدوحة أو توقيته، مكتفين بالإشارة إلى أن البنتاجون أخطره بأن الضربات جارية، وهو ما دفع البيت الأبيض إلى التحرك العاجل لتحذير المسؤولين القطريين.
وبعد القصف بوقت قصير، أجرى ترامب اتصالًا مع رئيس الوزراء القطري محمد آل ثاني، وأكد له أن "مثل هذا الأمر لن يتكرر على أراضيهم"، وفق ما نقلت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت.