تحويل غزة إلى "مناطق إنسانية".. كشف السر وراء خطوة الاحتلال الجديدة (خاص)
07.09.2025 05:02
اهم اخبار العالم World News
الدستور
تحويل غزة إلى
حجم الخط
الدستور

قال الدكتور محمد الطماوي، الباحث السياسي، إن إعلان جيش الاحتلال عما يسمى بـ"منطقة إنسانية" جديدة في خان يونس، يتجاوز كونه إجراءً عسكريًا أو خطوة تكتيكية مؤقتة، موضحًا أن تلك الخطوة تشكل جزءًا من استراتيجية مركبة يسعى الاحتلال الإسرائيلي من خلالها إلى إعادة صياغة المشهد السياسي والجغرافي والديموغرافي في قطاع غزة.

وأشار "الطماوي" إلى أن المصطلح ذاته "منطقة إنسانية" يراد به تخفيف حدة الصورة الدموية التي تظهرها الحرب، لكنه في الواقع أداة ضغط لإعادة هندسة حركة السكان، وإخراجهم من بيئاتهم الطبيعية إلى أماكن محددة وضيقة، تدار بشروط الاحتلال وتحت مراقبته المباشرة، لافتًا إلى أن هذه الخطوة لا تعكس نزعة إنسانية بقدر ما تعكس عقلية توظيف المعاناة كسلاح في الحرب.

السر وراء تحويل غزة إلى مناطق إنسانية

ولفت "الطماوي"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن الحديث عن إقامة "مستشفيات ميدانية" و"محطات مياه" يأتي في سياق موازي لتبرير التدمير الممنهج للبنية التحتية الصحية والمدنية، مشيرًا إلى أن إسرائيل تحاول من خلال ذلك إصدار صورة مضادة للرأي العام الدولي، تقول فيها إنها "تعوض" المدنيين بخدمات بديلة، بينما هى في الواقع تحول قطاع غزة من مجتمع متماسك إلى كيان يعتمد كليًا على ما تسمح به من فتات إنساني، وتتحكم في حياة الناس ومواردهم وخياراتهم. 

ونوه بأن الإعلان يكشف عن نية مبيتة لفرض واقع جديد على الأرض، موضحًا أن خان يونس، التي أصبحت مركز الثقل في المواجهة بعد الدمار الذي لحق بغزة المدينة، تُعامل الآن كمساحة اختبار لسياسة "إعادة التنظيم السكاني".

واقرأ:
"مناطق إنسانية".. أستاذ علوم سياسية يكشف خطة نتنياهو لإعادة رسم خريطة غزة (خاص)

وأوضح أن إسرائيل تسعى عبر "المناطق الإنسانية" إلى تفكيك النسيج الاجتماعي، ودفع الناس إلى تجمعات محاصرة تجعل عودتهم إلى أحيائهم الأصلية صعبة إن لم تكن مستحيلة، وهو ما يعكس تصورًا بعيد المدى للسيطرة الكاملة على غزة، ليس فقط عسكريًا، بل عبر خلق خرائط سكانية وجغرافية جديدة تتوافق مع مصالح الاحتلال.

ونوه بأن الخطوة ليست معزولة بل جزء من خطة لإعادة رسم خريطة غزة على نحو جذري، حيث إن التلاعب بتوزيع السكان ودفعهم إلى مناطق محددة يفتح المجال أمام سيناريوهات التهجير التدريجي، وإنتاج كانتونات بشرية منفصلة جغرافيًا يسهل التحكم فيها إداريًا وأمنيًا. 

وأضاف أن هذه السياسة تمثل مشروعًا لإعادة هيكلة القطاع على أسس جديدة، بحيث يفقد المجتمع الفلسطيني وحدته المكانية والديموغرافية، ويصبح قطاع غزة كيانا هشًا ومقطع الأوصال

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.