"قداسة البابا ... و قضية الماستير" .. بقلم الدكتور مجدى شحاته
15.06.2020 12:33
Articles مقالات
أقباط متحدون
حجم الخط
أقباط متحدون

بقلم الدكتور مجدى شحاته

مازال العالم يواجه ... وبقوة وباء ( كوفيد-19 ) الذى حصد مئات الآلاف من البشر ، ويهدد الملايين بطول البلاد وعرضها . الامر الذى دعى كافة دول العالم من اتخاذ وتطبيق تدابير احترازية مشددة لتجنب المزيد من انتشار العدوى . وكان من بين تلك التدابير الاحترازية ، قفل دور العبادة فى معظم دول العالم ، ومنها الكنائس بطبيعة الحال . فى هذا السياق الاحترازى والتنظيمى داخل الكنيسة القبطية وخلال احدى اللقاءات الصحفية منذ أيام قليلة ، مع قداسة البابا تاوضروس الثانى .

 

تطرق الى تساؤل بخصوص استخدام ( الماستير ) الملعقة الصغيرة التى تستخدم فى التناول .... وأجاب قداسته : " الغاء الماستير قد يحدث ، لكننا لم نتباحث حوله خلال إجتماعات اللجنة الدائمة للمجمع المقدس . الديانة المسيحية لا تعرف الجمود وطقوسها لا تستند على أفكار ، ولكن تستمد من الآباء ومن الروح القدس الذى يعمل فينا ، مفيش ما يمنع من الاعتماد على ما يخلص اليه العقل والتطور لتسيير شئون الكنيسة طالما لن تمس العقيدة وجوهر ايماننا الارثوذكسى المستقيم " .

 

بعدها قامت الدنيا ولم تقعد من هواة التطاول على قداسة البابا ، بطريقة غير لائقة كما تعودنا منهم . فكثيرا ما يأتينا الاهاب الفكرى من الداخل !! والحق يقال ، ان قداسة البابا تناول الموضوع بكل الحكمة والعقلانية والمصارحة والديمقراطية ، ولم يأخذ اى قرار انفرادى ، فالامر متروك للمجمع المقدس طالما الامر لا يمس العقيدة وجوهر الايمان الارثوذكسى المستقيم ... ماهو الخطأ فى هذا الاكلام ؟؟؟؟!!!! السيد المسيح له كل المجد لم يستخدم الماستير عندما أسس سر الافخارستيا ( التناول ) .

 

والمستير ضمن أدوات المذبح ، لم يكن مستخدما فى التناول حتى القرن السادس الميلادى ، وكان كل شخص يتقدم للتناول يأخذ بيده جزء من القربان المقدس ( جسد الرب ) ، وكان من الممكن أن يأخذ لأشخاص آخرين فى البيت ، ويتناول الدم من الكأس مباشرة .

 

وفى وقتنا هذا ، عندما يذهب الاب الكاهن لمناولة مريض فى المنزل يضاف الدم الى الجسد فى الهيكل ويتناولهما المريض معا . فاذا رأت اللجنة الدائمة للمجمع المقدس برئاسة قداسة البابا من تغيير اسلوب التناول بما يتلائم مع الظروف الطارئة ، فهذا أمر طبيعى ليس له أى علاقة بالعقيدة والايمان وعلينا ان نتقبلة بكل التواضع والمحبة .

 

ولكن خلال السنوات القليلة الماضية ، هناك من يحاولون حرمان الكنيسة من التدبير الالهى والحماية والعناية الالهية التى سلمت الى راعى الرعاة ، يسعون لتحويل بيت الله الى مؤسسة بشرية خاضعة لضعفهم البشرى .

 

فليس من الحكمة أن ندين بدون اى وجه حق ، أبرار هم فى بوتقة التنقية كالذهب ، وان كنا من هواة الادانة ، فعلينا ان ندين أنفسنا التى نعرفها جيدا فلدينا الكثير الذى يمكن ان ندين أنفسنا عليه !!! .

 

ان رب المجد يسوع لا يمكن أن يترك أصفيائه فريسة لفم الذئاب او يترك أتقيائه لكيد المقاومين " لولا الرب الذى كان لنا عندما قام الناس علينا اذا لأبتلعونا أحياء .. مبارك الرب الذى لم يسلمنا فريسة لاسنانهم .. الفخ انكسر ونحن انفلتنا" ( مز 124 : 2 -7 ) . منذ ان تولى قداسة البابا رئاسة الكنيسة وهو يسعى بكل الجهد ان تظل كنيسة المسيح تحيا بنفس الروح الآبائية الاصيلة ، والعمل على استمرار الكنيسة فى المسكونة كلها على فكرها وحياتها الاولى .

 

سنوات منذ أن تولى قداسة البابا المسئولية وهو يواجه الصعاب والضيقات بصبر وجلد وقوة احتمال وطول أناة ، محتملا آلاما مبرحة ، مابين آلام الجسد التى أنهكت عموده الفقرى لسنوات طويلة ، وبين آلام النفس الاكثر ألما ، كاتما آلامه وأحزانه بين ضلوعه الواهنة لا يتكلم خشية منه وحرصا على سلامة الكنيسة ، مصليا داعيا أن يكتب الله لكنيسة الوطن كل الخير والسلامة ان قوة الكرازة والخدمة والعمل الكنسى الذى يسعى اليها قداسة البابا تكمن فى وحدانية الأعضاء على النمط الذى يريده السيد المسيح لوحدة الكنيسة هو النمط الثالوثى .

 

" وأنا قد أعطيتهم المجد الذى أعطيتنى ليكونا واحدا كما أننا نحن واحد " ( يو 17 : 22 ) . هذه رسالة السيد المسيح لكنيسته . ان مجد الكنيسة بل ومجد الله كائن فى وحدتنا ومحبينا لبعضنا البعض . فهل وصلت الرسالة ؟؟

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.