
على الرغم من التوترات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من المتوقع أن يصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى إسرائيل غدا في زيارة تستغرق يومين، وتأتي هذه الزيارة في إطار دعمه للدولة التي تزداد عزلتها قبل أن تُجري الأمم المتحدة نقاشًا مثيرًا للجدل حول إقامة دولة فلسطينية، وهو ما يعارضه نتنياهو وفقا لما نقلته وكالة «أسوشيتدبرس».
لقاء آل ثانى وترامب
وسبق والتقى روبيو ونائب الرئيس، جيه دي فانس، بالشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في البيت الأبيض. وفي وقت لاحق من يوم الجمعة، تناول ترامب والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف العشاء مع رئيس الوزراء القطري في نيويورك، حيث ذهب ترامب لإحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر.
وقالت الوكالة ان إدارة ترامب تسير على خط فاصل دقيق بين حليفين رئيسيين بعد أن نقلت إسرائيل معركتها مع حماس إلى العاصمة القطرية، حيث اجتمع قادة الحركة المسلحة للنظر في اقتراح أمريكي لوقف إطلاق النار في الحرب الدائرة منذ ما يقرب من عامين في غزة، قطر وسيط رئيسي، وبينما تعهد قادتها بالمضي قدمًا، إلا أن الخطوات التالية غير مؤكدة للتوصل إلى اتفاق طال انتظاره لوقف القتال وإطلاق سراح الرهائن المختطفين من إسرائيل.
إدانة الضربة ودعم إسرائيل
كما قوض هجوم إسرائيل يوم الثلاثاء آمال ترامب في التوصل إلى اتفاق سلام أوسع في الشرق الأوسط، حيث اتحد رؤساء مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر في غضب.
ونأى ترامب بنفسه عن الضربة، قائلًا إنها "لا تخدم أهداف إسرائيل أو أمريكا"، ووعد قطر بعدم تكرارها. كما انضمت الولايات المتحدة إلى بيان لمجلس الأمن الدولي يدين الضربة دون ذكر إسرائيل بالاسم.
وفي اجتماع لمجلس الأمن يوم الخميس، اتهم الشيخ محمد آل ثاني إسرائيل بعدم الاكتراث بالرهائن المحتجزين في غزة بسبب الضربة، لكنه قال إن قطر ستواصل "دورها الدبلوماسي دون تردد من أجل وقف إراقة الدماء".
دعم ترامب القاطع لحكومة إسرائيلية
وقالت أسوشيتدبرس: يُشكّل دعم ترامب القاطع لحكومة إسرائيلية، التي انتهكت المعايير الدولية بشكل متزايد في الحرب التي شنّتها حماس في 7 أكتوبر 2023، مصدر قلق في الخليج، وهو أمر سيُضطر روبيو إلى تناوله خلال زيارته.
وفي إشارة محتملة إلى استياء ترامب من نتنياهو، سيلتقي روبيو في إسرائيل بعائلات الرهائن الذين لا تزال حماس تحتجزهم، والذين يُعارض الكثير منهم خطط إسرائيل الجديدة لاحتلال مدينة غزة. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن روبيو "سيؤكد أن عودة أقاربهم لا تزال أولوية قصوى".
جولة طارئة
وقال آرون ديفيد ميلر، الدبلوماسي الأمريكي السابق الذي عمل على قضايا إسرائيل وفلسطين والشرق الأوسط الأوسع في عهد ستة وزراء خارجية من عام 1978 إلى عام 2003: "أعتقد أن هذه جولة طارئة صُممت لإظهار نوع من التضامن بعد هجمات الدوحة"، وأضاف ميلر، وهو الآن زميل بارز في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: "إنهم يحاولون إيجاد توازن دقيق، فيُظهرون انزعاجهم دون فرض أي إجراءات جادة ضد إسرائيل". وأضاف: "هذا خط رفيع تسير عليه الإدارة".
مدينة داود
ومن المتوقع أيضًا أن يزور روبيو مدينة داود، وهي موقع أثري شهير ووجهة سياحية بنتها إسرائيل في حي سلوان الفلسطيني في القدس الشرقية.
واستولت إسرائيل على القدس الشرقية، موطن أهم المواقع الدينية في المدينة، في حرب عام 1967 وضمت المنطقة، تدّعي إسرائيل أن المدينة بأكملها عاصمتها الأبدية الموحدة، بينما يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة. وتكمن هذه المطالبات المتضاربة في جوهر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وكثيرًا ما تتحول إلى عنف.