"مقال اليوم": هل يحبون المسيح.. أم يخدعون أنفسهم؟
26.12.2020 04:15
Articles مقالات
المصري اليوم ناجح ابراهيم
حجم الخط
المصري اليوم ناجح ابراهيم

بقلم ناجح إبراهيم

■ حذر المسيح عليه السلام من إدانة الناس بغير حق أو اتهامهم بغير دليل، فهتف فى البشرية لا تدينوا أحدًا لأنكم عميان لا تبصرون الحق.

 

■ وحذر من مقدمات الزنى، وخاصة النظرات المحرمة، فهتف كل من ينظر إلى امرأة يشتهيها فقد زنى فى قلبه بل قال إن كانت عينك تعسرك فاقلعها وألقها عنك، وهذا فيه مجاز معروف.

 

■ وحذر من العدوان والسرقة وأكل أموال الناس بالباطل فقال إن كانت يدك تعسرك فاقطعها وألقها عنك.

 

■ وجعل ترك الشهوات المحرمة والأغراض الدنيئة شرطًا فى اتباعه والسير خلفه اتركوا أجسادكم واتبعونى.

 

■ وجعل اتباع وصاياه شرطًا أساسيًا لمحبته إن كنتم تحبونى فاعملوا بوصاياى، فالمحبة ليست ادعاءً.

 

■ وحث على الرحمة باعتبارها أهم خلق لا تطيب الحياة بدونه، فقال طوبى للرحماء وقال كونوا رحماء كما أن أباكم رحيما وهى تشبه الناس عيال الله فى الحديث الشريف، فالأبوة هنا مجازية، فهم خلقه وعياله وعباده.

 

■ وحث على الإصلاح بين الناس طوبى للمصلحين بين الناس.

 

■ وحذر من الشهوات المحرمة فقال لا تنغمسوا فى شهوة الجسد.

 

■ وحث على الحب، أعظم فضيلة فى الكون، والتى تنبثق منها كل الفضائل، وأطلق صيحته الرائعة الخالدة الله محبة، وكأنه يهتف فى الكون: من لا يعرف المحبة، فلن يعرف الله ولن يعبده حقًا.

 

■ ونهى عن مواجهة الشر بالشر والسيئة بالسيئة، بل أمر بدفع السيئة بالحسنة، فقال لا تقاوم الشر بالشر بل اغلب الشر بالخير.

 

■ ومدح التواضع والمتواضعين والمساكين والضعفاء حتى وإن قذفهم الناس بالحجارة طوبى للمتواضعين فى الدنيا طوبى للذين يجوعون ويظمأون خشوعًا.

 

■ ومدح صانعى الخير والمعروف، فلولاهم لأظلمت الدنيا وهلك الفقراء واليتامى والمعوقون، فقال طوبى للذين يعملون الخير أصفياء الله يدعون.. إنهم حقًا يا سيدى أصفياء الله بما نشروا من الخير وبذلوا من المعروف.

 

■ وحث على الصبر والحلم وتحمل الأذى والأناة فقال طوبى لكم إذا حُسدتم وشُتمتم وقيل فيكم كل كلمة قبيحة كاذبة حينئذ فافرحوا وابتهجوا فإن أجركم قد كثر فى السماء.

 

■ وحارب الرياء والتسميع بضراوة لأنهما خصوم الإخلاص وهو سر الدين كله، فقال غاضبًا يا عبيد الدنيا تحبون أن يقال فيكم ما ليس فيكم وأن يشار إليكم بالأصابع، يا عبيد الدنيا تحلقون رؤوسكم وتقصرون قمصكم، وتنكسون رؤوسكم ولا تنزعون الغل من قلوبكم، يا عبيد الدنيا مثلكم كالقبور المشيدة، يعجب الناظر ظهرها وداخلها عظام الموتى مملوءة بالخطايا.

 

■ آه.. إنها كلمات نارية غاضبة تفضح كل من يتخذ الدين سلّمًا للدنيا أو بابًا للهوى أو لأغراض دنيئة، فالدين أشرف من ذلك، ومن وصل إلى الدنيا بالدنيا فهو أشرف وأسلم ممن اتخذ الدين سلمًا لشهواته.

 

■ والمسيح أعظم من دشن فضيلة الإحسان التى هى فوق العدل وأسمى منه، فقال أحبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم وأحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم.

 

■ آه.. تُرى مَن يقدر على هذا المقام السامى من هذه البشرية الغارقة فى الظلم والبغى والعدوان وأكل أموال الناس بالباطل، هذا صعب يا سيدى إلا على نفوس تشربت الفضيلة منذ نعومة أظفارها.

 

■ هتف المسيح من أخذ السيف بالسيف هلك وكأنه يردد مذهب ابن آدم الأول لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِى مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ لماذا إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، فمن واجه الشر بالشر هلك.

 

■ وأمر بالتوحيد الذى جاء به كل الرسل لا تكن لله إلهة أخرى لا تقتل ولا تزن ولا تسرق.. إنها الرباعية الكبرى فى كل الرسالات التى لم يقصّر رسول فى بلاغها.

 

■ سيدى المسيح عليك السلام، هذه هى وصاياك، وهذه هى البشرية التى خاطبتها تريد إصلاحها منذ عشرات القرون، وهى تدّعى محبتك وتزعم وصلك وقد قلت يا سيدى إن كنتم تحبوننى فاعملوا بوصاياى ورسالتك يا سيدى ليست لطائفة من البشر دون أخرى، ولكنها للكون كافة، فماذا صنع البشر فى عصرنا مع وصاياك؟.

 

■ تأملهم يا سيدى.. جنون ثلة منهم يقصفون هيروشيما ونجازاكى بالقنابل الذرية فيقتلون مئات الآلاف فى لحظة.. تأملهم سيدى، تأملهم وقد أشعلوا حربين عالميتين قتل فيهما 60 مليونًا.. تأملهم وهم يقتلون مليون جزائرى بلا جريرة ولا ذنب.. تأملهم وهم يسرقون أحلام وأموال الشعوب التى استعمروها.. تأملهم وقد تخلوا عن رسالتك واتخذوا من الإلحاد والعلمانية الشاملة دينًا بديلًا عن دينك.

 

■ رسالتك يا سيدى ليست للمسيحيين فحسب، بل هى للبشر جميعًا، وصية واحدة من وصاياك كافية لإصلاح الكون، كلمة واحدة من كلماتك كفيلة بإضاءة هذه الظلمات التى تظلل دنيانا.

 

■ يا سيدى.. ما أحوج المسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين والعلمانيين والجميع لوصاياك!، فقد أكلت الشهوات والمظالم والمفاسد الأرض إلا من عصم الله، وهم قليل.. يا سيدى، رسالتك خالدة، ولكن أكثر أهل الأرض لا يستحقونها.

 

■ يا سيدى.. لو نزلت إلى الأرض ورأيت حفلات الشذوذ وبيوت الدعارة ومخيمات اللاجئين فى كل مكان وتقنين زواج المثليين والانحياز الأعمى للمحتلين، لأحزنك وضع البشرية البائسة التى تنكرت لمبادئك ووصاياك.

 

■ هل هؤلاء يحبون المسيح حقًا ويحتفلون بمولده فى كل مكان، أم أنهم يخدعون أنفسهم، فالله لا يخادع؟!. 

اترك تعليقا
تعليقات
wvriofrabw
31/12/1969 19:00:12

Muchas gracias. ?Como puedo iniciar sesion?

awguhwsffi
31/12/1969 19:00:12

Muchas gracias. ?Como puedo iniciar sesion?

ziofrzmzgq
31/12/1969 19:00:12

Muchas gracias. ?Como puedo iniciar sesion?