
أعرب الأنبا دانيال أسقف المعادي، عن ترحيبه بوفد الإعلاميات الأفريقيات نيابة عن قداسة البابا تواضروس الثانى، الذي يقوم بجولة رعوية للكنائس القبطية الأرثوذكسية بأوروبا حاليًا، وذلك خلال استقباله للوفد بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية في العباسية.
وقال النائب البابوي، في تصريح صحفي، أمس السبت، إن أفريقيا كانت تذكر في النطاق الرعوي لبابا الكنيسة القبطية التى تأسست كنائس لها في أفريقيا منذ زمن بعيد، مشيرا إلى الخدمة التي يقودها القس داود لمعي في أفريقيا.
من جانبه، أعرب القس داود لمعي الذي شارك في اللقاء عن ترحيبه بالوفد، مضيفًا: أن الكنيسة القبطية نشأت علي يد مارمرقس الرسول الإنجيلي الذي جاء لأرضنا، وكان يحلم أن تعرف أفريقيا المسيح فتتبعت الكنيسة خطواته، موضحا أن الكنيسة تُرسل إلى عدة دول أفريقية قوافل طبية وتعليمية من بينها دول السودان وجنوب السودان وإثيوبيا وجنوب أفريقيا وغانا وزيمبابوي وكوت دي فوار.
وأضاف: لنا آباء أساقفة وكهنة وكنائس تخدم أولادها، وتعمل علي فائدة المجتمع من حولها.
وفي سياق متصل، أجاب نيافة الأنبا دانيال عن أسئلة وفد الإعلاميات الأفريقيات.
وفي سؤال عن علاقة مصر والسودان، قال الأنبا دانيال إن مصر والسودان لهما روح واحدة يغذيهم النيل وكثير من الأقباط هاجروا واستوطنوا هناك فنحن إمتداد لبعضنا البعض، مضيفا: المصريون يحبون السودانيين لأنهم معروفون بالطيبة والاستقامة والأمانة، فعلى المستوى الشعبي نحن أخوة وعلى المستوى الدولي بيننا علاقات.
وفي سؤال عن طبيعة العبادة القبطية والخدمات التي تقدمها الكنيسة القبطية لأفريقيا أجاب نيافة الأنبا دانيال: «في مصر لنا طريقة عبادة تميزنا، الطقوس تكون نابعة من طبيعة البلد حتي لو اتفق الإيمان فالطقوس تنبع من البلد لذا فإن طريقة العبادة في مصر تختلف عن إثيوبيا مثلًا، رغم أن الكنيستين لهما نفس الإيمان».
أما عن طبيعة الخدمات التي تقدمها الكنيسة القبطية لأفريقيا قال القس داود لمعي: «نحن نتحرك من خلال قناتين للتواصل إما من خلال الوزارات المعنية في البلدان الإفريقية مثلما حدث مع وزارة الصحة في جنوب السودان، أو من خلال الكنائس التي تخدم المجتمع الذي توجد فيه، والتحرك غالبًا ما يكون من خلال محوريي الصحة والتعليم، معطيًا مثالًا من دولة كوت ديفوار فهناك القس غبريال الذي يعيش في العاصمة ونرسل قافلة طبية كل شهرين مكونة من 3 أطباء لمدة أسبوعين يقدموا خدماتهم الطبية للجميع من خلال المستشفيات الكاثوليكية خصوصا في مجال جراحة العيون».
وعن التعايش بين المسلمين والمسيحيين في مصر، قال الأنبا دانيال إنه موجود في مصر بوضوح، فليس هناك مكان يعيش فيه أي طرف منفردًا بل بالعكس تربطنا علاقات جيرة في نفس المنزل، مضيفًا: «وإن كان هناك انحراف فكري فهو أمر دخيل وعلى المجتمع كله أن يحاربه».
أما عن علاقة الكنيسة بالدولة أجاب نيافته: «المبادئ الأساسية للدول المتقدمة هو فصل الدين عن الدولة، والكنيسة لها الدور الديني التعليمي والخدمي والدولة لها الأمور المدنية، وحين يتداخل الدين مع الدولة يضعف الدين، ويؤثر علي الدولة».
وعن وضع المسيحيين كأقلية في المجتمع المصري (حسب وصف الصحفية التي وجهت السؤال)، وكذلك الحماية التي توفرها الشرطة لهم، قال نيافة الأنبا دانيال: إن المسيحيين ليسوا أقلية فهم في حدود 15 مليون نسمة، وهو ما يعادل أكثر من 15% من إجمالي السكان.
وتابع: هناك احترام متبادل بين المسيحيين والمسلمين، مثلًا فرجال الأعمال المسيحيين يوظفون المسلمين والعكس صحيح، فالقاعدة الشعبية تؤيد بعضها البعض فالمدارس التلاميذ كلهم سويًا في جميع فقرات المدرسة فيما عدا حصة الدين.
وشدد على أن التفرقة تعد نشازًا فكريًا خارجي، أما الأرهاب فيجب أن نعترف أنه موجود في مناطق كثيرة في الشرق الأوسط ونحن نساند وطننا في مواجهته له، فكما قال قداسة البابا تواضروس الثاني: «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن».