«6G»..بقلم الأنبا إرميا
08.07.2020 08:31
Articles مقالات
الأنبا إرميا - المصرى اليوم
«6G»..بقلم الأنبا إرميا
حجم الخط
الأنبا إرميا - المصرى اليوم

تحدثنا بالمقالة السابقة عن تقديم تقنيات عالية فى الاتصالات، منذ اختراع الهاتف الراديويّ الذى يعد جيلًا ما قبل الجيل الأول، حتى إعلان الشركة اليابانية NTT DoCoMo بيانها بالاستمرار فى تعزيز إمكانات الاتصال بتقنية 5G، ومواصلة بحوثها وتطويرها لشبكات 5G، وتقديمها تقنيات الجيل السادس 6G التى سوف تشهد استخدام الأقمار الصناعية فى مجال الاتصالات اللاسلكية.

 

يهدُف تطور الجيل السادس إلى تحقيق تقنية جديدة فى مجال الاتصالات: بزيادة نطاقات التردد الجديد لتقفز من ترددات الجيجاهيرتز إلى التيراهيرتز، مع توسيع مجالات الاتصالات لتعم أرجاء السماء والبحر والفضاء؛ وبذٰلك يصبح بإمكان الشخص تصفح الإنترنت فى بقاع الأرض كافة والفضاء. كذٰلك سوف توفر شبكات الجيل السادس 6G اتصالات منخفضة الطاقة والتكلفة جدًّا، وهو ما تحاول التطبيقات والهندسات الشبكية والحواسيب تحقيقه، مع سرعة فائقة فى نقل البيانات هى أكبر مئة مرة عن السرعات فى شبكات الجيل الخامس. أيضًا يهدُف الجيل السادس 6G إلى تحقيق الوعود التى قدمتها شبكات 5G لٰكن أخفقت فى تحقيقها. وتتسم التقنية الجديدة بأنها سوف تعتمد على الموجات الملِّيميترية.

 

وقد قدمت الشركة تصورًا لما سوف تحققه شبكات الجيل السادس: بمزيد من التقدم فى تقنيات الإرسال اللاسلكيّ، وتكامل موسع للتقنيات اللاسلكية المتغيرة؛ فقد ذكرت فى تقريرها أنه من المتوقع، مع انتشار شبكات الجيل السادس 6G، أن يصبح العالم مكانًا يمكن الوصول فى أى بقعة من بقاعه إلى جميع الأشخاص والمعلومات والسلع، كما أنها سوف تقضى تمامًا على قيود مكان العمل ووقته، إلى جانب إنهاء التفاوتات الاجتماعية والثقافية بين المناطق الريفية والحضرية، مع تعزيز التنمية المحلية؛ وهٰذا يمكنه أن يجعل حياة البشر خالية من الضغوط.

 

تتيح شبكات الجيل السادس التواصل بين البشر والأشياء عن طريق الحواس الخمس، وبالأخص حاسة اللمس التى سوف يتزايد استعمالها مع إمكانات شبكات الجيل السادس. كذٰلك فإن الاتصالات بين البشر بعضهم ببعض، وبينهم وبين الأشياء، سوف تصبح واقعية جدًّا؛ ما يؤدى إلى توفر خِدْمات مبتكرة للترفيه والألعاب ومشاهدة الرياضات وغيرها، دون التقيد بالوقت أو المكان.

 

أما بخصوص إنترنت الأشياء (IOT)، الذى بدأ مع شبكات الجيل الخامس، فإنه مع الجيل السادس سوف يشهد هو والخِدمات التى يقدمها تعميمًا هائلاً وسريعًا؛ ما يؤدى إلى ازدياد الاتصالات بين الإنسان والأشياء، وهو ما يُرى أنه محاولة تشييء الإنسان: أى تحويله إلى شىء! كذٰلك تسعى شبكات الجيل السادس فى تطوير الآلات والسيارات الذاتية القيادة، والطائرات التى دون طيار، وخصائص التحكم عن بعد، والذكاء الصناعيّ الذى يؤدى دورًا مهمًّا مع الجيل السادس ومحددًا لما تكون عليه شبكات الاتصال فى المستقبل. وقد ذُكر أن تطور الجيل السادس سوف يضع نهاية للهواتف الذكية، مستبدِلاً بها تقنيات مدمجة فى أشياء أخرى: كالنظارات والخوذات التى بها يجرى تواصلك بمنزلك أو بعملك بواسطة الذكاء الصناعيّ؛ وهٰذا يعنى أن البشر لن يحتاجوا إلى هواتف ذكية، بل إلى أنواع أخرى من التقنيات التى تحمل شاشات وبرامج بالغة التقدم. وإن كانت شبكات الجيل السادس 6G تقدم للإنسان سرعة هائلة ومستوى أعلى من الكفاءة، لٰكنها تحمل فى طِياتها خطورة تداول البيانات المنقولة وفقدان الإنسان لخصوصيته، ونقص القدرة على السيطرة على البيانات؛ ومن ثَم وصولها إلى أشخاص يمكنهم تهديد أمن الآخرين وسلامهم.

 

وبعد أن قدمنا فكرة سريعة عن تطور شبكات الاتصالات، لا يمكننا إغفال كثير من التساؤلات التى ترددت عن مدى تأثير شبكات الجيل الخامس، التى يشهد العالم بدء استخدامها، فى حياة البشر، و... وفى مِصر الحلوة الحديث لا ينتهى!

 

* الأسقف العام

 

رئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.