نيافة الأنبا بولس يطيب جسد القديس العظيم مرقوريوس أبو سيفين بكنيسة الملاك في لافال
08.12.2019 07:12
اخبار الكنيسه في المهجر Church News in Immigration Land
وطني
نيافة الأنبا بولس يطيب جسد القديس العظيم مرقوريوس أبو سيفين بكنيسة الملاك في لافال
حجم الخط
وطني

بارك صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا بولس أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، صلوات تطييب جسد الشهيد العظيم مرقوريوس أبو سيفين، في كنيسة الملاك ميخائيل والقديس العظيم أبو سيفين مرقوريوس في مدينة لافال بإقليم الكيبيك في كندا، وشارك مع نيافته صلوات التطييب والعشية، جناب الأب المحبوب أبونا ميخائيل عطية، راعي الكنيسة، بحضور المئات من شعب الكنيسة.

وفي كل مرة يشارك نيافة الحبر الجليل المحبوب أبينا الأسقف الأنبا بولس الصلوات في الكنيسة، فرحة عارمة تسود بين أوساط الشعب القبطي، وتخلل بين صلوات التطييب لرفات جسد القديس العظيم أبو سيفين، الزغاريط بالمناسبة المبجلة ومباركة نيافة الأنبا بولس للصلوات.

وفي عظته الأبوية، تحدث نيافة الأنبا بولس عن الاستشهاد في المسيحية، موضحًا أنها الشهادة لشخص ربنا يسوع المسيح، فالشهيد، هو من يشهد أن حياته مستمرة بيسوع المسيح.

وأضاف نيافته أن الله خلق الإنسان كشبه ومثاله، وبالتالي كان الإنسان يتمتع بالخلود والحياة الأبدية، فقد كان الإنسان مثل الله، يحيا للأبد ولا يعرف نهاية، فالإنسان تاج الخليفة. إلا أن عدو الخير، الشيطان، حسد الإنسان على هذا، فسقط الإنسان في الخطيئة. إلى أن جاء السيد المسيح له المجد، فأخد الجسد الذي لنا، الموت، وأعطانا طبيعته، وهي الحياة، فردنا لرتبتنا، هذه هي الشهادة. وهذا ما فعله القديس العظيم أبو سيفين مرقوريوس، الذي شهد في حياته ليسوع المسيح.

أكد نيافة الحبر الجليل الأنبا بولس، أن الكنيسة تعلمنا شهادة الدم، أي الذي ضحوا بحياتهم من أجل السيد المسيح، ومن بينهم القديس مرقوريوس، حيث وهب حياته للرب. ولنشهد للسيد المسيح، يجب أن تكون لنا معه علاقة حية. فكما قال القديس بولس الرسول أنه يوجد لدى كل إنسان، إنسانيين، خارجي يحب الشهوات والأكل والغضب. أما الإنسان الآخر، فهو إنسان جواني، أو داخلي، نكتسبه بالمعمودية، وهو الإنسان الذي يجب الله، والصلاة، والصوم، والتناول.

وأكد نيافته أنه علينا أن نربي وننمي من الإنسان الجواني، لأن الإنسان الخارجي سيأتي يوم ما ويفنى، أما الإنسان الجواني، فإننا علينا رعايته. وشدد نيافته علي أن أهم اختبار يمكن ان يفكر فيه الإنسان، هو الموت. هل يخاف الإنسان من الموت؟ فإذا كانت الإجابة، نعم، فإن هذا يعني أن طبيعة الإنسان الخارجي هي الغالبة. وهذا أمر غير طيب، لأننا لا يجب أن نخاف الموت أو المرض أو أي ضيقة، مثلما قال بولس الرسول: “فإني محصور من الاثنين. لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، ذاك أفضل جدا.” (في 1: 23). “أين شوكتك يا موت؟ وأين غلبتك يا هاوية؟”. (1 كو 15: 55).

أشار أبينا المحبوب الحبر الجليل الأنبا بولس أسقف أوتاوا ومونتريال وشرق كندا إلي أننا علينا التحلي بالإيمان، لأنني مواطن سماوي، “معي باسبور سماوي وليس باسبور كندي”، وسيرتنا في السماويات، وليس في الأكل والشرب، وليس معني هذا أن لا نعمل ونترك العالم. بل معني هذا أن ننمي ونرعي الإنسان الجواني الداخلي، ولا نترك العالم يستعملنا، لأننا ورثة الله مع السيد المسيح، وسنورث الحياة الأبدية مع يسوع، وهذه الشهادة، مثل شهادة شهداء ليبيا، التي تعد أكبر دليل علي أن الكنيسة حية. فقد واجهوا الموت والقتل، ولكنهم شهدوا للسيد المسيح بثبات وحق ولم يخافوا أو يجزعوا مما يواجهون، لأنهم وهبوا حياتهم للسيد المسيح له المجد، ودخلوا علي الموت بجرأة. وأكد نيافته أنهم شهداء بحق فتح لهم ملكوت السموات.

أوضح الأنبا بولس أسقف أوتاوا ومونتريال وشرق كندا أننا لا يجب أن نمسك في الأرضيات أو نترهب من الموت، فمن يفعل ذلك، فإيمانه مهزوز، وعلينا أن نقف بقوة وثبات أمام قوات الظلمة، لأننا أبناء الله، ومعنا باسبور السماء. فالإنسان لن يعيش في الجسد للنهاية. ولهذا علينا أن نتسآل، ولكن ما هي حياتنا بعد هذه النهاية، هل سنذهب للسماء؟ ونشهد أن سيرتنا في السماء، وأننا سماءيون؟ ولذا فمن المهم، أن نراجع أنفسنا، لنعرف إن كنا نشهد للسيد المسيح؟ أم أن الفلوس وحياة الأرض المادية تشغلنا عنه؟ ولا يجب أن نخجل من أنفسنا، إذ وجدنا أن الإنسان الخارجي هو الغالب. هنا يجب أن نراجع أنفسنا، لنرجع إلي السيد المسيح، لنكسب الحياة الأبدية، والملكوت.

قال نيافة الأنبا بولس، إن المسيحية تعلمنا، أن “أنت، ابني وبنتي” وأنا اليوم ولدتك، وهذه شهادة المسيح. موضحا نيافته، أن الحياة بها ضيقات، ربما تكون كثيرة، ولكنها ضيقات وقتية، مؤقتة، قبل أن نذهب للسماء، حيث الحياة الأبدية، عبر معرفة الصلاة. وعلينا دائما أن نتذكر ما ذكره داوود النبي في المزمور: يستجيب لك الرب في يوم شدتك. وكذلك: “أدعني في يوم الضيق، أنقذك، فتمجدني”. وشدد نيافة الأنبا بولس علي أهمية أن ينمي كل فرد من الإنسان الداخلي “الجواني” المحب للصلاة والصلاة والتناول، ليشهد للسيد المسيح له المجد، ويارب لأنني ابنك، فإجذبني أنا وعائلتي وأولادي لنجري وراءك، لنعيش حياة الشهادة للسيد المسيح له المجد الدائم.

وفي نهاية صلوات تطييب جسد الشهيد العظيم أبو سيفين مرقوريوس، بكنيسة الملاك ميخائيل والقديس العظيم أبو سيفين في لافال، بارك الحبر الجليل الأنبا بولس شعب الكنيسة والحضور، تم توزيع وجبة أغابي في أيام صيام عيد الميلاد المباركة.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.