
دعت النمسا، الجمعة، الصين إلى ممارسة ضغوط على روسيا لوقف الحرب في أوكرانيا، إذا كانت بكين تسعى للارتقاء إلى مستوى قوتها العالمية وتفادي الوقوع تحت وطأة العقوبات الإضافية المقترَحة من القادة الأوروبيين والأمريكيين، وذلك بحسب ما نقلته وكالة "بلومبرج".
جاءت هذه التصريحات خلال مقابلة حصرية مع وزيرة الخارجية النمساوية بيات مينل رايزنجر، عقب لقائها بنظيرها الصيني وانج يي في فيينا.
وقالت الوزيرة النمساوية إن على بكين إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمشاركة في المفاوضات ووقف دعم آلة الكرملين الحربية عبر إمدادها بالأسلحة.
وأضافت: "تتحمل الصين مسؤولية استخدام نفوذها على بوتين للانخراط بصدق في المفاوضات. موقف الاتحاد الأوروبي هو الضغط من خلال العقوبات، وإذا جرى التحايل عليها فعلينا اتخاذ إجراءات".
مقترحات أمريكية جديدة
وأفادت "بلومبرج" بأن الولايات المتحدة ستدعو حلفاءها في مجموعة السبع إلى فرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على الصين والهند بسبب مشترياتهما من النفط الروسي، والنظر في تدابير إضافية لإقناع بوتين بإنهاء الحرب.
كما أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المسؤولين الأوروبيين استعداده لفرض رسوم شاملة على الصين والهند لدفع روسيا نحو المفاوضات، شريطة أن يحذو الاتحاد الأوروبي حذوه.
وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز، قال ترامب: إن صبره على بوتين "ينفد بسرعة"، ملوحًا بعقوبات اقتصادية جديدة قد تستهدف البنوك الروسية وقطاع النفط.
موقف الاتحاد الأوروبي
من جانبها، اتخذت وزيرة الخارجية النمساوية موقفًا أكثر حذرًا، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى تقييم أثر أي عقوبات جديدة قبل الموافقة عليها.
وقالت: "علينا دائمًا أن نفكر: هل تضر العقوبات روسيا أكثر مما تضرنا؟".
توتر العلاقات مع الصين
وأدى دعم بكين لموسكو وتفاقم الخلل التجاري إلى توتر العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، حيث لم تسفر قمة يوليو بين الطرفين عن نتائج ملموسة، وتحولت الاتصالات مؤخرًا إلى قيود تجارية متبادلة.
وتناقض هذه الأجواء حالة الأمل السابقة في أوروبا بأن تلعب الصين دورًا إيجابيًا في إصلاح العلاقات وحماية الاتحاد من حرب ترامب التجارية.
وقالت الوزيرة النمساوية: الصين في طريقها لتصبح قائدًا عالميًا، ومع ذلك تأتي مسؤولية معينة. لأشهر، أظهرت أوكرانيا استعدادها لوقف إطلاق النار والتفاوض على أي مستوى ضروري. لكن بوتين ليس كذلك. أما بكين، فلديها نفوذ على موسكو".