
في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة، حذر مدير عام المستشفيات الميدانية في قطاع غزة، الدكتور مروان الهمص، من استمرار تدهور الوضع الصحي، مشيرًا إلى أن عدد وفيات الأطفال بسبب البرد القارس ارتفع إلى ستة، مع غياب الإمكانيات الطبية اللازمة لإنقاذ المرضى في ظل الحصار والتدمير الواسع الذي لحق بالمرافق الصحية.
أكد الهمص أن المنظومة الصحية في غزة تواجه انهيارًا شبه كامل، حيث إن أغلب المستشفيات تعرضت للقصف أو خرجت عن الخدمة، مما يجعلها غير قادرة على تقديم العلاج اللازم للمرضى والمصابين. كما أشار إلى أن المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل تعاني من نقص حاد في المعدات الطبية والأدوية، فضلًا عن عدم توفر أسرّة كافية للعناية المركزة
وفي شمال القطاع، حيث عاد آلاف النازحين إلى منازلهم رغم الدمار، تواجه المستشفيات ضغطًا غير مسبوق، إذ إنها لا تكفي لتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين العائدين، مما يجعل الوضع الصحي أكثر تعقيدًا.
حاجة ملحّة للكهرباء والأكسجين لإنقاذ الأرواح
أوضح الهمص أن القطاع يحتاج بشكل عاجل إلى مولدات كهرباء ومحطات أكسجين لضمان تشغيل أقسام العناية المركزة، مشيرًا إلى أن العديد من المرضى الذين يعانون من حالات حرجة، بما في ذلك الرضع وكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة، مهددون بالموت بسبب نقص التهوية الصناعية وأجهزة الإنعاش.
المرضى ينتظرون الخروج.. والنقل إلى مصر لا يتجاوز 1%
أضاف الهمص أن هناك لائحة طويلة من المرضى الذين يحتاجون للعلاج خارج القطاع، حيث تفتقر غزة إلى الإمكانيات الطبية لإجراء العمليات الجراحية المعقدة أو تقديم الرعاية التخصصية. ورغم ذلك، فإن عدد المرضى الذين تمكنوا من مغادرة غزة لتلقي العلاج في مصر لم يتجاوز 1% حتى الآن، وهو ما يعكس حجم الأزمة الطبية التي يعاني منها القطاع.
نقص الكوادر الطبية رغم دخول بعض الفرق
وعلى الرغم من دخول بعض الطواقم الطبية إلى القطاع، إلا أن الهمص أكد أن عددهم غير كافٍ، كما أن مدة بقائهم محدودة، ما يجعل تأثيرهم على الوضع الصحي محدودًا.
وأشار إلى أن القطاع بحاجة إلى دعم طبي دائم ومستمر لتعويض النقص الكبير في الكوادر، خاصة مع تزايد عدد المصابين والمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة.
u8ef2x
c7arsz