في الذكرى السابعة لنياحته.. البابا شنودة حبيب المعاقين.. أحبهم قبل أن يخدمهم
17.03.2019 16:38
تقاريركم الصحفيه Your Reports
وطني
في الذكرى السابعة لنياحته.. البابا شنودة حبيب المعاقين.. أحبهم قبل أن يخدمهم
حجم الخط
وطني

نحتفل بالذكرى السابعة لنياحة قداسة البابا شنودة الثالث الذي استحق بحق أن نطلق عليه “حبيب المعاقين”، ليس فقط لتبنيه فتح مجالات لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة من مختلف الإعاقات و في كافة الإيبراشيات، لكن لأنه أيضا أحب ذوي الإعاقة و شعر بهم و باحتياجاتهم قبل أن يخدمهم، وهذه المحبة ظهرت جليه في تعاملاته مع الأشخاص المعاقين وأسرهم في المناسبات المختلفة.

و كانت الدافع الأول لتبنيه خدمات مختلفة لرعاية ذوي الإعاقة، و لا استطيع أن أنسى الكلمات التي قالتها لي تاسونى راعوث إيليا –بمكتب خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة بأسقفية الخدمات –عن قداسة البابا شنودة حين قالت :”بدأت خدمة الأشخاص من ذوى الإعاقة في قلب قداسة البابا شنودة الثالث للاهتمام بكل الإنسان و كل إنسان، ووجد قداسته أن الأضعف يحتاج إلى رعاية أكثر و أشمل، ولذلك اهتم بالأشخاص المعاقين و أسرهم و الخدام و العاملين معهم، و بدأ يلحقهم بمهرجان الكرازة.

كما بدأ قداسته العمل المسكوني الجامع بين الكنائس في خدمة ذوي الإعاقة، وقام بتأسيس خدمة مشتركة مع الطوائف المختلفة لتحسين خدمة بيوت الإقامة الداخلية للأشخاص المعاقين و رفع مستوى أدائها .”

وكذلك روى لنا القمص شنودة يعقوب – الكاهن المسئول عن خدمة الصم و البكم بالكاتدرائية، و هو أول كاهن متخصص للصم يرسمه قداسة البابا شنودة الثالث – و يقول :” لقد اهتم البابا شنودة الثالث بذوي الإعاقة السمعية فمنذ أن كنت طالبا بالكلية الإكليريكية في عام 1986 طلبت من قداسته أن نقوم بخدمة الترجمة للصم و البكم في العظات، و بالفعل بدأنا بعدها مباشرة هذه الخدمة في العظة الأسبوعية يوم الأربعاء بالكاتدرائية و في القداسات و الأعياد. و بعدها قام برسامتي كاهنا لخدمة الأشخاص الصم و البكم، و كنت مستمرا في ترجمة العظة الأسبوعية له بلغة الإشارة، وكان دائما و أنا بترجم معه العظة للإشارة كانت يتوقف وسط الكلام و يقول “مش عارف هترجمها ازاي دي يا أبونا”.

و يكمل القمص شنودة و يقول :”منذ عام 1992 بعد أن قام برسامتي ككاهن لخدمة الصم و البكم كان دائما يعضدني و يساندني في الخدمة و يشجعني .و يقول لي ربنا هيسندك. وفي كل مرة أعمل كتاب مترجم جديد للغة الإشارة يشجعني و يدعو لنا بالبركة. وكان دائما يتفقد أحوال الأشخاص الصم جميعهم و يساهم في مساعدة الأشخاص الصم عند زواجهم بشراء بعض من الأجهزة المنزلية لهم .فلقد كان بالفعل أب حنون مع الجميع”

و لأن قداسة البابا شنودة أحب ذوي الإعاقة بالفعل فكان يحاول دائما أن يهتم بهم في كافة المناحي الحياتية، فكان دائما ما يؤكد على الخدام ضرورة أن تتم رعاية ذوي الإعاقة و تدريبهم و تأهيلهم، وهو الأمر الذي عملت فيه أسقفية الخدمات تحت رعاية قداستة، بل و الأكثر من ذلك فلقد بدأ الأشخاص ذوي الإعاقة في التوافد على أسقفية الخدمات لتدريبهم ليستطيعوا الاعتماد على أنفسهم، ولكنهم لم يكتفوا بذلك بل لقد استكمل ذوي الإعاقة ممن كانوا يتدربوا بالأسقفية عملهم كمدربين لأقرانهم من ذوي الإعاقة و أصبحوا يقدمون لهم الدعم الفني والمعنوي و التشجيع للاستمرار في طريقهم لحياة أفضل.

كما شجع القائمين على خدمة ذوي الإعاقة على ضرورة رعاية أسرهم و تقديم الدعم و المساندة لهم بتقديم المشورة في كيفية التعامل مع ابنهم من ذوي الإعاقة، وفي هذا المجال أيضا هناك العديد من الأسر التي تخطت إعاقة أحد أبنائها و بدأت في إنشاء مراكز و جمعيات تساعد بها أبناء آخرين من ذوي الإعاقة لتمتد أيدي الرعاية و الخدمة إلى أكثر عدد ممكن من ذوي الإعاقة و أسرهم .

حنان نيقولا – أمينة خدمة أسرة البركة لخدمة ذوي الإعاقة الذهنية بكنيسة السيدة العذراء بروض الفرج – قالت عن قداسة البابا شنودة :” لاننسى أنه أصر على حضور حفلة لأسرة البركة اقيمت عام 1996 على مسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية بالعباسية، و كان القائمين عليها ذوي الإعاقة أنفسهم و بحضور 7 كنائس و أكثر من 150 شخص من ذوي الإعاقة الذهنية من مراحل عمرية مختلفة، و أصر قداسة البابا شنودة على أنه يقدم لهم الهدايا لكل شخص منهم بنفسه.

و كان حضور قداسته بناءً على طلب الأشخاص المعاقين أنفسهم، حيث قاموا بإرسال خطاب مكتوبا بيد إحدى الفتيات من ذوي الإعاقة الذهنية من أسرة البركة كتبت فيه أنهم يريدون أن يأتي و يحضر حفلتهم و يكون معهم، و حينما وصل الخطاب إليه كان سعيدا جدا به و بأن من يريده أن يحضر هم الأشخاص المعاقين أنفسهم و أصر على الحضور للاحتفالية، و قال :”الأولاد عازمني و لازم أروح ” ، وفعلا جاء و حضر و قام بتوزيع الهدايا عليهم و كان مهتم جدا بهم . وحضوره هذه الحفلة كان يرسل لنا معنى كبير و عميق باهتمامه الحقيقي بهذه الفئة، .لم يكتفِ بذلك بل لقد جاء إلينا مرة أخرى في عام 1998 و قام بافتتاح مبنى خدمات لأسرة البركة و جلس مع ذوي الإعاقة الذهنية بأسرة البركة و تكلم معهم و التقط معهم بعض الصور الفوتوغرافية و كتب لنا كلمة جميلة في دفتر الزيارات.”

عماد رزق خادم بأسقفية الخدمات، قال عن قداسة البابا شنودة: ” منذ عام 1995 و أنا أعمل مع أسقفية الخدمات في خدمة ذوي الإعاقة و كان قداسة البابا دائما لسان حاله يقول لنا :” الإنسان ذو الاحتياجات الخاصة يحتاج إلى خدمة خاصة ” و هذه الخدمة التي كان يرعاها قداسة البابا شنودة تهتم بخدمة ذوي الإعاقة و أسرهم ايضا فهي تهتم بأسر الأشخاص المعاقين و تقدم لهم برنامج للإرشاد الأسري يرشدهم إلى برامج خاصة لأبنائهم و يقدم تدريبات و دورات متخصصة للأشخاص المعاقين أنفسهم أو ذويهم حسب احتياجات كل منهم. و لقد كان دعم قداسة البابا شنودة الثالث لنا مهما جدا و كنا نشعر به و نلمسه فلقد كان يهتم بخدمتنا و يتابعها بشكل دوري، بل أنه كان يقرأ التقارير الخاصة بخدمتنا و يصدر تعليماته بنشرها بشكل دوري في مجلة الكرازة حتى أنه قام بذلك قبل نياحته بأيام قليلة، بل و كان يهتم بالحضور بنفسه لتوزيع الشهادات على من تلقوا تدريبات أو دورات متخصصة في هذا المجال بأسقفية الخدمات. و كان دائما على اتصال بتاسوني راعوث القائمة على هذه الخدمة لمتابعة سائر أمر خدمة ذوي الإعاقة و أسرهم . كان حريص على حضور مؤتمراتنا أو إنابه أحد الأساقفة عنه لحضورها و التواجد معنا “.

قداسة البابا شنودة الثالث لم يكن يهتم بخدمة ذوي الإعاقة و رعايتهم على كافة المستويات فحسب بل و كان يحث الآباء الأساقفة و الكهنة على ذلك، ففي شهر أبريل 2011 طالبهم بذلك في إحدى العظات الأسبوعية له يوم الاربعاء بالكاتدرائية، حيث قدم رسالة إلى الآباء الأساقفة والقساوسة والقائمين على كافة أنواع الخدمات بضرورة النظر بعين الرحمة في أسلوب التعامل مع الأشخاص المعاقين وأن يعملوا دائما على تسهيل سبل الحياة و الخدمات التي تساعدهم على الحياة بشكل افضل.

وقد كان قداسة المتنيح البابا شنودة الثالث دائما ما يؤكد على ضرورة أن تتم رعاية ذوي الإعاقة و تدريبهم و تأهيلهم، وهو الأمر الذي عملت فيه أسقفية الخدمات تحت رعاية قداستة بل و الأكثر من ذلك فلقد بدأ الأشخاص ذوي الإعاقة في التوافد على أسقفية الخدمات لتدريبهم ليستطيعوا الاعتماد على أنفسهم، ولكنهم لم يكتفوا بذلك بل لقد استكمل ذوي الإعاقة ممن كانوا يتدربوا بالأسقفية عملهم كمدربين لأقرانهم من ذوي الإعاقة و أصبحوا يقدمون لهم الدعم الفني والمعنوي و التشجيع للاستمرار في طريقهم لحياة أفضل.

كما شجع القائمين على خدمة ذوي الإعاقة على ضرورة رعاية أسرهم و تقديم الدعم و المساندة لهم بتقديم المشورة في كيفية التعامل مع أبنائهم من ذوي الإعاقة.

وفي إحدى العظات الاسبوعية تحدث قداسة البابا عن ذوي الإعاقة و قدراتهم الخاصة فقال :” هناك الكثيرين من ذوي الإعاقات المختلفة على مستوى العالم، وعلينا ألا نستهين بقدراتهم خاصة و أن هناك الكثيرين من ذوي الإعاقة صاروا عباقرة، منهم مثلا : بتهوفن و كان يعاني إعاقة سمعية ومع ذلك صار عبقريا في الموسيقى. وكذلك ديديموس الضرير : كان معوقا في بصره .. ومع ذلك صار عبقريا في اكتشافه الكتابة البارزة , وكان من أعظم اللاويين في عصره وعهد إليه القديس اثناسيوس الرسولي بإدارة الكلية اللاهوتية. و القديس يعقوب المقطع الذي صار مشوها وشخص ذو إعاقة، وأصبح قديسا عظيما .”

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.