
قال الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، إن أول تكليف تلقّاه من الرئيس عبدالفتاح السيسي عقب توليه حقيبة وزارة الصحة، كان الاهتمام بملف السكان، وضرورة وضعه على رأس أولويات عمل الوزارة، نظرًا لتأثيره العميق على الأمن القومي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار خلال كلمته في احتفالية اليوم العالمى للسكان إلى أن الرئيس السيسي يعي تمامًا أن القضية السكانية هي التحدي الأكبر أمام الدولة، ومن هنا جاء توجيهه الواضح للعمل عليها من كل المستويات.
وأشار إلى أن مصر تحتل المرتبة 14 عالميًا والثالثة على مستوى القارة الإفريقية والأولى عربيًا من حيث عدد السكان، وهو ما يستدعي استجابة عاجلة تتجاوز مجرد ضبط الأرقام، إلى التركيز على "النوعية"، أي تحسين الخصائص السكانية بما يشمل التعليم، والصحة، والمهارات، وتمكين المرأة، والوعي الأسري.
معدلات الإنجاب في مصر
وأكد عبدالغفار أن المناطق التي تُسجّل أعلى معدلات الإنجاب في مصر هي المناطق الأفقر والأقل تعليمًا، ما يوضح العلاقة القوية بين الفقر وضعف التعليم من جهة، وارتفاع معدل النمو السكاني من جهة أخرى.
وقال: "القضية ليست في العدد فقط، ولكن في خصائص السكان، فحين يكون الفرد متعلمًا، ومتمتعًا بخدمة صحية جيدة، ويعيش في بيئة آمنة، فإنه سيكون أكثر وعيًا باتخاذ قرار إنجابي مسئول".
وأضاف أن الدولة تعمل على تمكين الأسر من اتخاذ قرارات إنجابية تتناسب مع قدراتها المادية والاجتماعية، من خلال تحسين مستوى الخدمات الصحية والتعليمية، وزيادة برامج الحماية الاجتماعية، وتشجيع عمل المرأة، مؤكدًا أن هذه العناصر تُعد ركائز أساسية في بناء أسر مستقرة واعية.
وشدد على أهمية التثقيف المجتمعي والتوعية الإعلامية في تغيير المفاهيم المغلوطة المتعلقة بالإنجاب والأسرة، قائلًا: "علينا أن نُعيد صياغة الخطاب الإعلامي، ليكون أكثر احترافية في تناول القضية السكانية، وأكثر قدرة على إقناع المواطنين بضرورة إعادة النظر في أنماط الإنجاب التقليدية، خصوصًا في ظل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي نعيشها".
وفي ختام كلمته، شدد الدكتور خالد عبدالغفار على أن نجاح الدولة في ضبط النمو السكاني لن يتحقق فقط من خلال البرامج الحكومية، بل يحتاج إلى تضافر جهود جميع القطاعات، بما في ذلك المجتمع المدني، والإعلام، والقطاع الخاص، والأسر نفسها.
وقال: "نحن أمام معركة تنمية حقيقية، والسكان هم المحور الرئيسي فيها. إذا أحسنا استثمارهم وتوجيههم، سنحقق قفزات تنموية هائلة، وإذا تركنا النمو السكاني دون توجيه، سنفقد كل مكاسبنا".