
هشام عبد الباسط محافظ المنوفية، سجلًا حافلًا من "الفضائح" التي يحاسب عليها القانون، ستكشف عنه الأيام القادمة، بوتيرة لن تخلو من الإثارة، وذلك بعدما ألقت الرقابة الإدارية، الأحد، القبض عليه رفقة رجلي أعمال، لاتهامهم فى قضايا فساد، بأدلة إثبات ظلت الهيئة، تجمعها على مدار أربعة أشهر، تتضمن تسجيل مكالمات صوتية تخص وقائع القضية التي ألقى القبض عليه بسببها. وتشير المعلومات الأولية، إلى أن تحريات الرقابة الإدارية، أثبتت تورط عبد الباسط، في تخصيص قطعة أرض لرجلي الأعمال دون سند قانوني، بعد الاتفاق على تقنين الأرض لصالحهما مقابل دفع 2 مليون جنيه رشوة للمحافظ، في حين بلغ ثمن الأرض 20 مليون جنيه.
كانت أولى فصول مشهد التفتيش في ماضي محافظ المنوفية، عقب اصطياد هيئة الرقابة الإدارية له، عندما كشف المحامي سمير صبري، خلال مداخلة هاتفية مع أحمد موسى، ببرنامج "على مسؤوليتي"، أمس، عندما زعم أنه يمتلك مستندات تثبت أن لديه "انتماءات إخوانية"، مستكملًا عرض معلوماته التي تحمل اتهامات فساد جديدة لعبد الباسط، بالتأكيد على أنه تقدم أيضًا ببلاغات لنيابة استئناف عالي طنطا، لوقائع فساد أخرى ضد محافظ المنوفية. عبد الباسط «دكتور مزور» لم يتوقف العرض، قبل أن يوجه المحامي تهمة جديدة، إلى المحافظ، إذ شكك صبري، في شهادة الدكتوراه التي حصل عليها عبد الباسط، مؤكدًا أنها "مزورة"، وأعطاها له الدكتور صلاح جودة في مكتبة دون مناقشة أو لجنة،
وأن أحد الوزراء السابقين سانده في ذلك، زاعمًا أن محافظ المنوفية حاصل على "مؤهل متوسط". أدلة الكذب والتلاعب معلومة "التزوير" ذاتها، أكدها سابقًا، محمد السيرسي، مستشار محافظ المنوفية السابق، موضحًا أنه فوجئ في نهاية عام 2014، بشهادة تفيد حصولة على درجة الدكتوراه من جامعة كامبريدج البريطانية الدولية، لافتًا إلى أنه انتابه وقتها شعور بالتعجب كون المحافظ لم يغادر مصر على الإطلاق، وأن الشهادة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وأنه "لا توجد جامعة في العالم تعطي هذا التقدير والرتبة لرسائل الدكتوراه" -على حد قوله-. وأكد السيرسي، خلال خواره مع الإعلامي وائل الإبراشي، ببرنامج "العاشرة مساء" في أكتوبر 2015، أن الشهادة "مزورة"، مستدلًا إلى جانب ما ذكره سابقًا، بأن محافظ المنوفية المقبوض عليه، ادعى الحصول على دكتوراه في القانون الإداري، ثم "تغير" المسمى على موقع المحافظة الإلكتروني، إلى دكتوراه في العلوم الإدارية، متسائلًا: "هل يتم تغيير الدكتوراه بالمواسم؟!".
وأضح أن سجل محافظ المنوفية في التحايل على القانون ومخالفته قديمًا، منذ حصوله على مؤهل متوسط "دبلوم"، وتوسط له والده لتعينه في الحكومة وهو طالب، قبل أن يبدأ مواصلة تعليمه المفتوح أثناء الخدمة ويحصل على ليسانس الآداب بالتزامن وظيفته، موضحًأ أنه لأول مرة في تاريخ مصر يتولى شخص منصب المحافظ وهو في الدرجة الثانية وظيفيًا -بحسب قوله-. دكتوراه من «الدكاكين» شواهد الإدانة حول "تزوير" المحافظ المتهم بالفساد تتزايد، إذ أثبت الدكتور الشوادفي منصور الأستاذ بجامعة المنوفية ومستشار وزير التعليم العالي سابقًا، خلال مداخلة هاتفية مع الإبراشي، الواقعة، موضحًا أنه شعر بالدهشة والمفاجأة حينما أخبره البعض بحصول عبد الباسط، على درجة الدكتوراه من جامعة كامبريدج، وهو ما دفعه إلى البحث والتقصي وراء الأمر، خاصة أنه اطلع على الرسالة ووجد أنها لا تمت للعلم بأي صلة، ليكتشف أنه حصل شهادة "مزيفة" حصل عليها من بعض "الدكاكين" المتخصصة في ذلك، نظير مقابل مادي -بحسب ما قال-
. ومن العجيب أن رسالة الدكتوراه التي زعم محافظ المنوفية المتهم، كان في مجال مكافحة الفساد في المحليات، هكذا عبر منصور، الذي سخر من حالة التناقض التي تبدو سينمائية بعض الشيء، قائلًا: "المضحك أنه عبد الباسط تم القبض عليه في تهم فساد". المحافظ يرد بالأرقام رسالة الدكتوراه تحمل عنوان "الإدارة المحلية بين العوار التشريعي والواقع التطبيقي"، ورفض محافظ المنوفية، في 2015، تمامًا اتهامات "تزوير" شهادة الدكتوراه الخاصة به، وأنه لن يدخل في مهاترات، تهدف النيل منه أو تعطل جهوده في استبعاد الفاسدين، موضحًا أنه حصل على الدكتوراه من جامعة كامبريدج الدولية، وموثقة من الخارجية المصرية بإنجلترا برقم 1084 في 20 أغسطس 2014، وموثقة ومعادلة من الخارجية المصرية من مكتب التوثيقات برقم 4563 في 2014، مشيرًا إلى أن رقم الرسالة هو cic1687001، وقرار مجلس الكلية نشر الرسالة في المكتبات العلمية بتاريخ 15 أغسطس 2014 تحت رقم 09025811.