"أمومة الكنيسة".. بقلم قداسة البابا تواضروس
27.06.2020 13:12
Articles مقالات
مجلة الكرازة
حجم الخط
مجلة الكرازة

جسد ودم المسيح الأقدسان، أي حضور المسيح حقيقة لا مجازاً، لا ينقلا أي عدوى لأنهما سر الحياة، وحاشا لمن يقول غير ذلك.

 

أما إجراءات تقديم السر فقد تغيرت أشكالها عبر الزمان، وبقى الهدف هو إتاحة سر التناول كما هو، رغم اختلاف الوسائل والأساليب المستعملة لذلك. الكنيسة تستمع إلى صرخة الإنسان الذي ينادي أعن ضعف إيماني (مر 9 : 24) ويجب أن تستجيب في ظل هذه الظروف الحاضرة. وقد استقر في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية طريقتان لممارسة سر التناول وهما :

 

الطريقة الأولى : الطريقة التقليدية.. بأواني المذبح المُدشنة. الطريقة الثانية : الطريقة البديلة وهى التي تُستخدم في مناولة المرضى في المنازل أو المستشفيات، وأيضاً مناولة المساجين في السجون. وقد تُستخدم هذه الطريقة الاستثنائية في الكنيسة عندما توجد أعداد كبيرة من المتناولين مع وجود كاهن واحد فقط. ولهذه الطريقة نصوص في الخولاجي المقدس وليست بدعاً ولا خروجاً ولا انتقاصاً لقُدسية السر.

 

وعلى نفس القياس نحن نستخدم في ممارسة السر المذبح الحجري المُدشن بالميرون المقدس، كما يمكن أن نستخدم أية مائدة خشبية أو غير خشبية ونضع عليها لوحاً مُدشناً بالميرون المقدس كوضع استثنائي لحين وجود مذبح ثابت ومُدشن، وهذا لا ينتقص من قدسية سر التناول على الإطلاق. هذا زمن مرض. هذا زمن عدوى. هذا زمن إصابات. هذا زمن يحتاج وقاية وحرص بالغ. وفي تجربة السيد المسيح قال له الشيطان : إن كنت ابن الله فأطرح نفسك من هنا إلى أسفل . وبينما السيد المسيح يقدر أن يفعل ذلك، إلا أنه أجاب وقال له لا تجرب الرب إلهك (لو 4: 12). الله ليس جاحداً.. ولا قاسياً.. ولا متبلداً.. حاشا. الله رحيم بالإنسان ومتعطف عليه ويرثي لحاله ولضعفه ومكتوب : فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضاً رحيم (لو 6 : 36). الكنيسة كأم تطبق قواعد المحبة خلال هذا الزمن الطارئ من انتشار الوباء بصورة عالمية، وتستخدم الطريقة الاستثنائية (طريقة مناولة المرضى)، وهى طريقة طقسية مذكورة في الخولاجي للقمص عبد المسيح المسعودي البراموسي (1902).

 

الطريقة الثانية: الطريقة البديلة وهي التي تستخدم في مناولة المرضى في المنازل أو المستشفيات، وأيضا مناولة المساجين في السجون.وقد تستخدم هذه الطريقة الاستثنائية في الكنيسة عندما توجد أعداد كبيرة من المتناولين مع وجود كاهن واحد فقط. ولهذه الطريقة نصوص في الخولاجي المقدس وليست بدعا ولا خروجا ولا انتقاصا لقدسية السر.

 

وأكمل: على نفس القياس، نحن نستخدم في ممارسة السر المذبح الحجري المدشن بالميرون المقدس، كما يمكن أن نستخدم أيه مائدة خشبية أو غير خشبية ونضع عليها لوحًا مدشنًا بالميرون المقدس كوضع استثنائي لحين وجود مذبح ثابت ومدشن، وهذا لا ينتقص من قدسية سر التناول على الإطلاق، وفي زمن تأسيس السر لم يكن هناك وباء عالمي يقضي على مئات الألوف من البشر ويصيب الملايين في معظم أقطار العالم. هذا زمن مرض.هذا زمن عدوي. هذا زمن إصابات.هذا زمن يحتاج وقاية وحرص بالغ.. وفي تجربة السيد المسيح قال له الشيطان: إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل، وبينما السيد المسيح يقدر أن يفعل ذلك، الا أنه أجاب وقال له: لا تجرب الرب إلهك ( لو 4: 12). الله ليس جاحدًا.. ولاقاسيًا.. ولا متبلدًا.. حاشا.. الله رحيم بالإنسان ومتعطف عليه ويرثي لحاله ولضعفه، ومكتوب: فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضًا رحيم (لوقا 6: 36).. هذا زمن توبة وليس زمن كلام ومقالات إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ (لوقا 5:13).. هذا زمن ندم واستعداد وليس زمن عناد وقساوة قوموا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة (لوقا 46:22).. هذا زمن دموع وليس زمن استعراض ومناقشات.. يارب نجني (متي 14: 30).. لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وأهلك نفسه أو خسرها؟ ( لوقا 9: 25).

 

وتابع: ماذا يستفيد كل من يكتب وينشر على مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي ويهاجم الكنيسة وآباءها وتدبيرها ويثير سجسا وتعبًا بين الناس. غالبًا التوبة لم تعرف طريقها إليك. لك أقول: احترس ! الموت على الأبواب، قد تؤخذ نفسك في هذه الليلة.أبديتك أهم من أي شيء.(لوقا12: 20)، وفي تاريخ الكتاب المقدس نرى القديس بولس الرسول يصير ضعيفًا ليربح نفوس الضعفاء، وبالتالي فالكنيسة كأم تطبق قواعد المحبة خلال هذا الزمن الطارئ من انتشار الوباء بصورة عالمية، وتستخدم الطريقة الاستثنائية ( طريقة مناولة المرضى)، وهي طريقة طقسية مذكورة في الخولاجي للقمص عبد المسيح المسعودي البراموسي (1902) بدلًا من الطريقة المعتادة والتي نرجع إليها بمجرد عودة الأحوال الطبيعية.هذا تجميد أو تأجيل الطريقة المعتادة وليس إلغاء أو حذفًا. وهذا هو صوت الحكمة خاصة واننا لا نعيش بمفردنا في هذا المجتمع، ويجب ألا نكون سببًا في بلبلة أحد أو عثرة النفوس التي نحبها، فالدعوة لاتخاذ إجراءات وقائية نتيجة الظروف الحالية ليس خروجًا عن الإيمان اطلاقًا، وها نحن نشهد بوفيات بالمئات وإصابات بالآلاف وانتشار شديد للعدوى والوباء تعدي إمكانيات المستشفيات والأطباء والأجهزة، لم يعد لنا سوى طلب الرحمة من الله لكي يترأف علينا جميعًا وعلى بلادنا وكنيستنا وأبنائنا.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.