قالت شبكة CNN، السبت، إن شوارع العاصمة الفنزويلية كاراكاس تبدو للوهلة الأولى مفعمة بأجواء عيد الميلاد، حيث تلمع الزينة فوق المباني وتملأ موسيقى الأعياد التقليدية الأجواء. ويواصل السكان حياتهم اليومية بصورة تبدو طبيعية؛ أطفال يذهبون إلى مدارسهم، وموظفون يتجهون إلى أعمالهم، وبائعون يفتحون محلاتهم كما المعتاد.
لكن وفقًا للشبكة الأمريكية، تخفي هذه المظاهر الاحتفالية طبقات عميقة من القلق والخوف والإحباط، حيث يتعامل كثير من الفنزويليين مع احتمال اندلاع مواجهة عسكرية في ظل التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وفنزويلا، ما يدفع البعض لاتخاذ تدابير احترازية خشية هجوم محتمل.
نقلت CNN عن امرأة تدعى “فيكتوريا”- اسم مستعار اختارته خشية الانتقام- أنها تعيش وحيدة في غرب كاراكاس منذ مغادرة طفليها البلاد، وتمارس عملًا تجاريًا صغيرًا. وصفت روتينها اليومي في الأشهر الأخيرة بأنه "معلق على حافة المجهول"، حيث تتوالى التطورات المقلقة بشكل يجعلها تفقد الشعور بالاستقرار والطمأنينة.
أوضحت فيكتوريا أنها رغم استمرارها في أداء مهامها اليومية، تجد نفسها في حالة تأهب ذهني دائم، تتساءل طوال الوقت عما يمكن أن يحدث لاحقًا، مؤكدة أن هذا التوتر ينعكس مباشرة على نومها؛ فهي كثيرًا ما تستيقظ في منتصف الليل وتبدأ في متابعة الأخبار على هاتفها، ما يجعل العودة للنوم أمرًا صعبًا.
وأضافت: "نحن كمواطنين عاديين لا نملك تأثيرًا على هذه المواجهة ونحاول مواصلة حياتنا، ولكن الوضع الذي نعيشه يقتحم كل شيء، ويؤثر فينا بعمق"، مشيرة إلى إنها تلجأ إلى مهدئات طبيعية للنوم، وتفضل تجنب التواصل مع الآخرين، بل إنها بدأت تعاني من أعراض جسدية نتيجة الضغط النفسي.
وتابعت فيكتوريا: "لن يفهم هذا الشعور إلا من مر بظروف مماثلة".
لحشد العسكري الأمريكي قرب فنزويلا
وحشدت إدارة ترامب أسطولًا من السفن الحربية قرب فنزويلا، بما في ذلك أكبر حاملة طائرات أمريكية، في الوقت الذي تواصل فيه القوات الأمريكية تفجير قوارب صغيرة متهمة بتهريب المخدرات لصالح عصابات المخدرات.
يثير الوجود العسكري الأمريكي الموسع، وهو الأكبر في أمريكا اللاتينية منذ عقود، تكهنات حول كيفية استخدام هذه القوات.
وصرح الرئيس دونالد ترامب بأن الهجمات البرية قادمة قريبًا، دون تقديم أي تفاصيل عن موقعها.
في المقابل، أصر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على أن الهدف الحقيقي من العمليات العسكرية الأمريكية هو إجباره على ترك منصبه.
وتقول إدارة ترامب إن الجيش قتل 87 شخصًا على الأقل في 22 غارة جوية معروفة في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ منذ أوائل سبتمبر. برر ترامب الهجمات بأنها تصعيد ضروري لوقف تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة، وأكد أن الولايات المتحدة منخرطة في "صراع مسلح" مع عصابات المخدرات.