المعموديات الجماعية.. سبيل الهرب من نار الحرب إلى ملكوت الرب
06.11.2023 02:37
تقاريركم الصحفيه Your Reports
الدستور
المعموديات الجماعية.. سبيل الهرب من نار الحرب إلى ملكوت الرب
حجم الخط
الدستور

لجأ المسيحيون في غزة إلى سياسة جديدة للهرب من نار الحرب، وهى الاحتماء بجنة الرب، حيث يتوافدون بشكل دوري على الكنائس لإتمام طقس يُسمى بـ"المعمودية الجماعية"، وذلك للإطمئنان على ذويهم من الاطفال أنهم دخلوا إلى الديانة المسيحية بنجاح، استعدادًا لأي قصف قد ينقلهم من الحياة الأرضية إلى يدي الله.

وردت إلينا هذه الأنباء من تصريح أطلقه المطران عطاالله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قال خلاله: "معمودية جماعية لأطفال غزة قامت بها الكنيسة الأرثوذكسية قبل أيام، وكانت برغبة من الأهالي تحسبًا لأي ظرف ممكن أن يتعرضوا له هم وأطفالهم؛ لينالوا سر العماد المقدس، رحمتك يا رب امنحنا وسلامك اعطنا آمين".

ما هي المعمودية؟

قال الباحث المتخصص في الطقوس الكنسية "شريف برسوم"، في تصريح خاص إن المعمودية هي الباب الذي يدخل منه أي فرد إلى المسيحية، وذلك بُناء على تصريح صدر عن السيد المسيح شخصيًا في لقاء جمعه بـ القديس نيقوديموس، الذي قام بتكفين المسيح فيما بعد، دوَّنه لنا القديس يوحنا، وقال المسيح في ذلك التصريح إن من لم يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت الله.

لذا تحرص الأسر على أن يُعمد الطفل فور ولادته، حتى يتمكن من أن يدخل ملكوت الله، بناء على ذلك التصريح، في إشارة إلى أن هناك طوائف مسيحية لا تعمد الطفل صغيرًا، بل تنتظر حتى تبلغ سنًا يتمكن من خلالها من القبول والرفض، لكن هذه الطوائف تكون قليلة جدًا.

تاريخ المعمودية

عادل عوض، المتخصص في التاريخ الكنسي، قال في تصريح خاص، إن البعض يظن أن المعمودية بدأت مع معمودية يوحنا المعمدان، إلا أن ذلك ليس صحيحًا؛ لأن المعمودية طقس قديم وليس مستحدث، إلا أن أهدافها هي التي يجب تسليط الضوء عليها، فعلى سبيل المثال كان قديمًا في اليهودية معمودية تسمى معمودية الدخلاء وكانت تمنح لمن يريد أن يدخل إلى اليهودية أو يعتنق الفكر اليهودي، دون انتمائه لأسرة يهودية، الأمر الذي كان يدفعه لإتمام طقس معمودية الدخلاء.

كما أشار إلى أن يوحنا المعمدان، كانت معموديته بمثابة اعتراف بالخطيئة، وإعلان رغبة في التخلص منها بواسطة هذه المعمودية، إلا أن المعمودية التي تمنح للفرد في المسيحية تقوم بتبديل الطبيعة الفاسدة التي يولد بها الإنسان من رحم والدته حاملًا داخلها الخطية الجدية أو الأصلية ومفعولها التي سقط بها آدم، إلى طبيعة جدية لا تحب الخطأ ولا تميل إليه.

هل تجوز بشكل جماعي؟

بالعودة إلى الباحث المتخصص في الطقوس الكنسي "شريف برسوم"، نجده يؤكد جواز إتمام المعموديات الجماعية، قائلا إن الكنيسة المصرية وتحديدًا القبطية الأرثوذكسية، تقوم أيضًا بمعموديات جماعية في يوم أحد المولود أعمى، والمعروف بأحد التناصير إذ إن الكنيسة تتيمن بقصة المولود أعمي الذي خلق له المسيح عينين، بعدما تفل على الأرض وصنع طينا على غرار خلقة آدم، وأمره بالاغتسال في بركة سلوام ليفاجئ المولود أعمى بأن عينيه خلقتا بعد الاغتسال في البركة.

لذلك الكنيسة تقوم في ذلك اليوم من أيام الصوم الكبير بعمل معموديات جماعية لكل الراغبين في معمودية أبنائهم.

هل هناك وقت محدد لها؟

مينا سعيد، طبيب بشرى، وحاصل على بكالوريوس الكلية الإكليركية، ودبلوم معهد الرعاية والتربية الكنسية، قال أيضًا في تصريح خاص إن الكنيسة لا تمانع في إتمام طقس المعمودية للطفل فور ولادته، إلا أنها تنتظر في الواقع إلى 40 يومًا في حالة معمودية الذكور، و80 يومًا في حالة الأنثى بسبب آلام وليس الطفل.

وأشار إلى أن الآلام تكون في حالة تشبه حالة الطمث لمدة 40 يومًا في حالة إنجاب طفل ذكر، و80 يومًا في حالة إنجاب طفلة أنثى، وهو ما يمنعها من المشاركة في إتمام الطقوس الكنسية من سر الافخارستيا وخلافه، لذا تنتظر الكنيسة حتى تنتهى الأم من هذه الفترة، لتتمكن من المشاركة في طقس معمودية نجلها.

شكل المعمودية الجماعية

الأب فيلبس ماهر، أستاذ الطقوس الكنسية في مراكز إعداد وتأهيل الخدام، قال في تصريح خاص إنه لا فارق في الطقس الخاص بالمعمودية، إذ ما كان الراعي يعمد فردًا واحدًا أو أكثر من فرد، حيث يقوم بتغطيس المعمد 3 مرات في الماء، ثم يدهنه 36 رشمة بزيت الميرون المقدس، ويفعل ذلك في أي حال لكل طفل من المعمدين

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.