لم يكن يعرف أن نهايته أصبحت وشيكة، بعدما أصيب بفيروس كورونا المستجد وإحالته لمستشفى حجر كفر الدوار فى منتصف شهر مايو الماضى، لم يتوقع محمد عبدالله، المقيم بحى القبارى فى الإسكندرية، أن عدم زواجه وإنجاب أبناء سيكون سبباً فى دفنه بمقابر الصدقة، بعدما تولى رجال الشرطة بقسم كفر الدوار برئاسة المقدم أحمد حمدى، رئيس مباحث القسم، عملية دفنه بالتنسيق مع رجال الإسعاف والفريق الطبى.
مصادر بمستشفى مدينة كفر الدوار قالت لـ«الوطن» إن المستشفى استقبل محمد أحمد أنور عبدالله، ٤٣ عاماً، مصابا بفيروس كورونا المستجد، وكانت حالته الصحية متأخرة، وتوفى إثر فشل فى وظائف التنفس وتوقف عضلة القلب وهبوط حاد فى الدورة الدموية بتاريخ ١٩ مايو الماضى، ومنذ وفاته تنتظر المستشفى أسرته أو أى أحد من أقاربه لتسلّم الجثة، إلا أنهم لم يحضروا، وهو ما دفع إدارة المستشفى إلى إبلاغ الشرطة للبحث عن ذويه.وأضافت المصادر أن الجثمان ظل بمشرحة مستشفى كفر الدوار العام لمدة 11 يوماً، وحاول المسئولون بالمستشفى التواصل مع جيرانه الذين رفضوا تسلّمه خوفاً من انتقال العدوى، وهو ما دفع الفريق الطبى لإبلاغ الجهات الأمنية لاتخاذ اللازم، وبعد تحرير المحضر اللازم أمرت النيابة العامة بدفن الجثة فى مقابر الصدقة بكفر الدوار، بعدما دلت التحريات على أن المتوفى لم يتزوج ولا يوجد أبناء له، ويقيم فى مكان غير المدون ببطاقته، وقبل ذلك كان يعيش وحيداً بدون أسرة.
رجال الشرطة والإسعاف تولوا عملية الدفن وصلاة الجنازة
وقدم رجال الشرطة مثلاً رائعاً بعدما تولوا عملية الدفن بأنفسهم، بقيادة نائب مأمور القسم ورئيس المباحث ومعاونيه، عقب التنسيق مع الفريق الطبى ورجال الإسعاف، وقالت مصادر طبية إن رجال الشرطة والفريق الطبى أدوا صلاة الجنازة على المتوفى بعد تغسيله وتكفينه، كما لو أنهم أهله وأقاربه، وعقب اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، تولوا عملية الدفن بمقابر الصدقة، تنفيذاً لقرار النيابة العامة.