البيوت القبطية بالصعيد تصنع قناديل مضيئة بالبرتقال في عيد الغطاس
18.01.2017 21:42
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
البيوت القبطية بالصعيد تصنع قناديل مضيئة بالبرتقال في عيد الغطاس
Font Size

تحتفل كنائس و بيوت مصر القبطية، اليوم، بعيد الغطاس “عيد الظهور الإلهي”، وفي الوقت الذي تستعد فيه الكنائس لاستقبال العيد، يستعد أيضاً الأقباط لاستقبال العيد، حيث يصومون برامون “استعداد” الغطاس. 

و فيه يمتنع المؤمنين عن أكل جميع أنواع اللحوم و الأسماك، و يأكلون النباتات في ذلك اليوم بعد صوم انقطاع. 

يشتهر هذا العيد ببعض النباتات و الأكلات الشعبية المعروفة منها: ” القلقاس، القصب، الجزر، البرتقال، الفيشار”؛ لأنها ترمز لبعض الرموز الروحية في عيد الغطاس.

القلقاس:

يُشير إلى المعموديّة من عِدَّة جوانب، أهمُّها:

أنه يحتوي على مادة هُلاميّة سامة تؤذي حنجرة الإنسان، و هذه المادة المُخاطيّة يمكن التخلُّص منها بالماء، و لهذا يتم غسل القلقاس قبل طبخه بالماء كثيراً، و هكذا الإنسان أيضاً يتخلَّص من سموم خطيَّة آدم الجديَّة عن طريق مياه المعموديّة، الَّتي فيها يخلع الإنسان العتيق ليلبس الجديد.

كما أن القلقاس يُدفن لكي يصير نباتاً، و يصعد فيصبح طعاماً، و المعموديّة في مفهومنا الإنجيليّ هي دفن مع المسيح و صعود معه و لهذا يقول مُعلِّمنا بولس الرسول: ” مدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا أُقِمْتُمْ أيْضاً مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ الَّذِي اقَامَهُ منَ الأَمْوَاتِ ” (كو2: 12).

و قد قيل عن السيِّد المسيح بعد عماده: ” فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَ إِذَا السَّمَوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَـهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ ” (مت16:3).

ولو تأمَّلنا في طريقة زراعة القلقاس لوجدنا أنَّه يُغمر في الأرض، و لكن أفرعه الخضراء تُعلن عنه، هكذا أيضاً السيِّد المسيح عندما اعتمد من يوحنا المعمدان في نهر الأردن، حلَّ عليه الروح القُدُس في صورة حمامة، وَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاء أعلن بنوته لله قَائِلاً: ” هَـذَا هُوَ إبْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ ” (مت3: 17).

و عندما يؤكل القلقاس يتم نزع قشرته الخارجيَّة قبل طبخه، و نحن في المعموديَّة نخلع ثيابنا، و في هذا إشارة إلى خلع الطبيعة القديمة الفاسدة، و ما ورثناه من آدم الأول؛ لنلبس ما أنعم به علينا آدم الثاني ” المسيح ابن الله” (كو2 :11) (أف4 :22) (رو13 :12).

كما أنَّ القلقاس يُخلط بالخُضرة الَّتي ترمز إلى الحياة كالسلق و الكزبرة؛ فالخُضرة تُسحق في الهون كرمز لاحتمال التجارب و الضيقات الَّتي تُصاحب المؤمنين. كما يتم تحميره في النار كرمز للألم، وعندما تُضاف إلى القلقاس نرى اللون الأخضر هو السائد على هذه الأكلة، كرمز للحياة الجديدة مع المسيح بعد المعموديَّة، فمعروف أنَّ اللون الأخضر يرمز إلى الحياة بصفة عامة.

القصب:

يتزامن حصاد محاصيل القصب مع الاحتفال بعيد الغطاس، و للقصب معانِ روحية تتشابه مع المعاني الروحية للمعمودية فنجد:

1-القصب نبات مستقيم و هذا يشير إلى حياة الاستقامة الروحية التي يجب أن نتحلى بها بعد المعمودية.

2-القصب يمتاز بغزارة السوائل الموجودة بداخله، و هذا السائل رمز لماء المعمودية.

3-عصير القصب مذاقه حلو، و هذا رمزاً لفرحة المعمودية و نوال الخلاص و مغفرة الخطايا عن طريق المعمودية.

4-نبات القصب ينقسم إلى عُقل و كل عُقلة تشبه الفضيلة التي نكتسبها في حياتنا الروحية لكي نربح الملكوت.

5-القصب ينمو في الأماكن الحارة، ففي مصر مثلاً نجدة ينمو في الوجه القبلي مثل الأقصر و قنا؛ وذلك يذكرنا بحرارة الروح أي الإنسان المسيحي المعمد يكون حاراً بالروح. 

6-نبات القصب قلبه الداخلي لونه أبيض، و هذا يشير إلى نقاء قلب الإنسان المعمد و الإنسان الروحي، و القلب الأبيض بيكون مملوء حلاوة (فضائل) مثل القصب. 

7-و عندما نضع شمع فوق عود القصب، فهذا يرمز لنور الروح القدس، ثم نذوق حلاوة القصب، و هذا يرمز للإنسان المعمد الذي ينال بركة المعمودية و يذوق حلاوة الله.

8-يتكاثر نبات القصب عن طريق العقل الساقية، حيث يتم غرسها تماماً في التربة، ثم يخرج بعد ذلك نباتاً كاملاً حياً و هذا رمزاً للمعمودية فالمعمودية موت و حياة مع المسيح.

أما عن مظاهر الاحتفال بالعيد، فيقوم العديد من الأسر بالصعيد بالاحتفال على طريقتهم الخاصة، وفيها يبتكرون بعض الأشكال الفنية الجميلة من القصب والبرتقال والشموع.

حيث يقوم الأطفال بصنع بعض القناديل من القصب و الشموع و البرتقال المزين بالصلبان، و يحملها الأطفال و يرتلون بعض ترانيم الغطاس.

و من أشهر العادات المشهورة في هذا العيد “البلابيصا”: 

و هي كلمة هيروغليفية تعني الشموع، و التي كانت ركيزة أساسية في احتفالات الفراعنة، و قد وصلت إلى الاحتفال بعيد الغطاس ضمن ما وصل إلينا من الفراعنة، و هي تتكون من عود قصب يوضع به صليب من الجريد بكل ضلع من أضلعه مكان لوضع شمعة ملونة، و يوضع أعلى قمة الصليب حبة يوسف أفندي أو برتقالة. 

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.