بعد ثلاثين عاما.. انتهاء ترميم كنيسة "أبي سيفين" الأثرية
كاهن كنيسة "أبو سيفين": الكنيسة بها مزارات سياحية
265 أيقونة أثرية تعود إلى القرن 17 بكنيسة "أبو سيفين" الأثرية
يمتلك بلدنا كنوزا من التراث؛ تظهر ملامح تاريخنا وتتجلى أشكال هذه الملامح في صورة لوحات فنية لأسلافنا القدماء وشوارع وبيوت خلدت لنا تراثا يحكي به الأحفاد عن أجدادهم متفاخرين بأن لهم جذورا تربطهم بهذا المكان.
تضم منطقة مصر القديمة شوارع يقف أمامها التريخ عاجزا عن وصف ما تحويه من جمال، فهي تضم أماكن مقدسة عتيقة منذ مئات السنين لاتزال تنبض بالثقافة والتراث لكل من يقترب منها، لها سحر خاص، فهي تضم الجوامع التي يرجع أصلها إلى عصر الفتح الإسلامي لمصر والكنائس التي تعود إلى القرن السابع الميلادي؛ ما يجعلها محط أنظار للعالم بأكمله مثل كنيسة "أبو سيفين" بمصر القديمة.
قال القمص صليب جمال، كاهن كنيسة "أبو سيفين": "توجد بالمكان ثلاث كنائس أثرية في محيط واحد، الأولى كنيسة "أبو سيفين" الأثرية أقدم كنيسة، والثانية كنيسة الأنبا شنودة، رئيس المتوحدين والأخيرة كنيسة "العذراء الدمشيرية"؛ تعود كنيسة "أبو سيفين" إلى القرن الخامس الميلادي.
وأوضح "جمال" أن أكبر ترميم حدث للكنيسة كان في القرن العاشر الميلادي في عهد "المعز لدين الله الفاطمي" بعد معجزة نقل جبل المقطم بعد استجابة من الله لصلوات الأقباط؛ تعرضت الكنيسة إلى الحرق مرة أخرى في القرن الحادي عشر فيما يعرف تاريخيا باسم "حريق الفسطاط" الذي ظل لمدة ثلاثة أشهر، واصفا الحريق بأنه التهم كثيرا من ملامح الكنيسة.
وأضاف القمص أن الكنيسة بها أيضا مزارات سياحية لـ"مغارة الأنبا برسوم العريان" التي تقع تحت الكنيسة الأثرية، ولكن الكنيسة مازالت خارج الخطة السياحية للزائرين، فهي ليست بشهرة ورونق الكنيسة "المعلقة"، ولكن مع ذلك توفر الكنيسة مترجمين للسياح الذين يزورون المكان.
وتابع: "ومن المزارات السياحية في الكنيسة "المغطس" الذي كان يغطس به المسيحيون في فترة من الزمن؛ ويوجد أيضا اللقان الذي يتم فتحه في يوم خميس العهد و يوم عيد الرسل، وكلها أعياد قبطية تحتفل بها الكنيسة".
وأكد "جمال" أن اللجنة الهندسية هي التي كانت مسئولة عن الترميم قبل أن يكون كاهنا للكنيسة، موضحا أن فترة الترميم استغرقت 30 عاما، مشيرا إلى أن الترميم هندسيا يمر بثلاث مراحل: الجزء الإنشائي، والجزء المعماري، والترميم الدقيق.
وقال: "الاحتفال لم يكن رسميا بالشكل المعروف بل كان دينيا إلى حد ما بقدوم قداسة البابا "تواضروس الثاني"، وكرمت الكنيسة بعض امن موظفي الآثار الذين قدموا العون للكنيسة خلال أعمال الترميم".
وأضاف أن كنيسة "أبو سيفين" الأثرية تضم أكبر عدد من الأيقونات الأثرية التي تلفت أنظار أي سائح، موضحا أن الكنيسة التي تحتوي على أيقونة واحدة أثرية تصبح لها شهرة كبيرة في وسط المزارات السياحية؛ أما كنيسة "أبو سيفين" فبها 265 أيقونة أثرية يعود تاريخها من القرن17 إلى القرن 18 الميلادي، وأعيد ترميم أغلبها و لكن لم ننته بعد من أعمال الترميم.
وتابع: "الهيكل يتميز بمدفن مدفون به 12 من البطاركة والمطارنة والأساقفة في أرضيته، وتم طبع أسمائهم في لوحة رخامية داخل الهيكل".
وأكد أن الكنيسة كانت كاتدرائية لأن بها 12 مذبحا، وتعدد المذابح في الكنيسة يدل على أنه يمكن إقامة صلاة القداس في 12 مذبحا لأنه لا يمكن إقامة قداسين على نفس المذبح، موضحا أن الهيكل الأوسط باسم "أبو سيفين" والهيكل البحري باسم "السيدة العذراء مريم" والهيكل القبلي باسم "الملاك روفائيل".
وأشار إلى أن هناك عددا من الكنائس داخلها مثل كنيسة "مار يعقوب المقطع" وكنيسة "مارجرجس" وكنيسة "يوحنا المعمدان".