كشفت تحقيقات نيابة الساحل عن تفاصيل جديدة في انتحار شاب 28عاما في الساحل بسبب لعبة القمار الإلكترونية، وبسؤال والد الضحية أوضح أن ابنه "باسم" (28 عامًا)، تخرج في كلية الألسن منذ 4 أعوام، كما تعلم الموسيقي واشترك في عدة فرق موسيقية، لافتًا إلى أنه خلال هذه الفترة حاول العمل في مجاله، ولكنه فشل في الحصول على وظيفة حكومية، فقام بشراء سيارة وأودعها إحدى شركات تشغيل السيارات.
وتابع الوالد الذي يعمل مديرًا لأحد الفنادق بمحافظة البحر الأحمر: "الحياة كانت تسير بشكل طبيعي، فلم يمر نجلي بأي أزمات نفسية أو عاطفية أو حتى أسرية، فأسرتنا مكونة من 4 أفراد كلنا على وفاق، ولكنه كان كثيرًا ما يتحدث عن حاجته لشراء شقة يتزوج بها، والحصول على وظيفة يقتات منها، وكانت هذه أكبر اهتماماته".
وأضاف: "حدثت أزمة كورونا وتزامنت معها أزمتي المادية واقتطاع نصف راتبي، فضاق نجلي ذرعًا بما حدث، ونما شعوره بالفشل في الالتحاق بركاب العمل، فاختمرت في ذهنه فكرة المراهنة في التجارة الإلكترونية".
وتابع: "بالفعل قبل شهرين من الواقعة، دخل إلى أحد المواقع الإلكترونية التي تتيح للمتعاملين بها شراء بعض الأسهم والتجارة بها، وراهن بمبلغ 50 ألف جنيه، وفي أيام معدودة وصل المبلغ إلى 80 ألف جنيه، فراهن بمبلغ 120 ألف لكنه خسر كل ما لديه".
وأكمل: "كانت هذه الخسارة هي ما قضت عليه وعلى أحلامه وتطلعاته، حيث إنه قبل الواقعة بزمن قصير، طلب مني العمل معي في الفندق وتسهيل إجراءات السفر للخارج، وهو ما وافقته عليه، ولكن واقعة الخسارة أعمت عينيه وظن أنها النهاية".
وبسؤال شقيقه الذي قام بوصف تفصيلي ليوم الواقعه قائلا: "كنت عائدًا إلى المنزل، فشاهدت سقوط شيء ما من أعلى مسكننا، فظننت أنها بعض الملابس، فأسرعت لأعرف ماذا حدث، فإذا به شقيقي وبه جرح في رقبته وآخر في يده، فلم يُخيّل إليّ أنه انتحر وظننته قد سقط رغمًا عنه".
وتابع: "وجدته ما زال على قيد الحياة وهو ينظر إلينا ولكن دون حراك أو كلمة واحدة، وانتظرنا سيارة الإسعاف ولكن الموت كان أقرب إليه".
وأضاف: "علمت من والدي بعد ذلك أنه انتحر، وقبلها كان يجلس في غرفته وحيدًا كعادته، فكتب رسالته الأخيرة واختص بها والدته".
وذكر أنه كتب في رسالته "كده أريح أنا مش مريض بس أنا تعبت وسامحيني يا ماما ومتزعليش مني لو ضايقتك أنا مسامحكم كلكم ومتقوليش لأصحابي إني انتحرت".
وأكمل شقيقه: "قام بعدها بقطع شريان ذراعه، فوجد أن الأمر قد يطول، فقام بذبح رقبته واستمر دمه في النزيف، فلم يكتف بذلك حيث ألقى بنفسه من شرفة المنزل فارتطمت رأسه بالأرض فتهشمت ولقي حتفه بعد نصف ساعة من السقوط".
كانت البداية عندما ورد بلاغ إلى قسم شرطة الساحل، يفيد بانتحار شاب، وعقب الانتقال والفحص تبين أن الشاب أقدم على الانتحار بإلقاء نفسه من الطابق الرابع، مما تسبب في إصابته بجرح قطعي في اليد والقدم تسبب في وفاته، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة.