أكاديمية رياضية للأقباط
03.12.2017 02:22
Articles مقالات
عماد جاد -الوطن
أكاديمية رياضية للأقباط
حجم الخط
عماد جاد -الوطن

بقلم عماد جاد

استضافت المذيعة الموهوبة رشا نبيل فى برنامجها كلام تانى على قناة دريم، مجموعة من الشباب المصرى المسيحى الذى قرّر افتتاح أكاديمية رياضية لتدريب الأطفال الأقباط وتطوير مواهبهم فى مجال كرة القدم، الفكرة جاءت لمجموعة من الشباب نتيجة التضييق الممارَس على الأقباط فى المجال الرياضى، فالبعض يرى أن القبطى لا مكان له فى فِرق الساجدين،

 

ويُعد النادى الأهلى من أكثر الأندية الرياضية رفضاً لقبول الأقباط والسماح لهم بالتدرّج فى اللعبة، وتُعد تجربة الطفل مينا مع مدرّب حراس مرمى النادى الأهلى هى الأحدث والأشهر، فهذا الطفل القبطى الموهوب تجاوز التصفيات التمهيدية كلها تفوق فيها كحارس مرمى، ومن ثم تمّ تصعيده للتصفيات النهائية التى يُشرف عليها الكابتن إكرامى شخصياً، وعندما طلب من الأطفال المرشحين للتصفيات النهائية تعريف أنفسهم، توقف أمام الطفل مينا،

 

فالاسم دال مباشرة على الهوية الدينية، فوراً طلب منه مغادرة الملعب والنادى، مشيراً له إلى بوابة الخروج بأن يتوجه إليها ولا يعود مرة ثانية. تكرّر الأمر فى أكثر من مكان ونادٍ رياضى مصرى، ولأننا فى مرحلة السماوات المفتوحة وزمن السوشيال ميديا، والتفكير المبدع من جانب الأطفال، وتجاوز مرحلة الاستكانة والخضوع فقد تفتّق ذهن مجموعة من الشباب الأقباط عن إنشاء أكاديمية رياضية تتولى رعاية الأطفال الأقباط وتُنمّى قدرات الموهوبين منهم، تمنحهم فرصة حقيقية للتدرّب،

 

من لديه المؤهلات والقدرات يواصل الطريق، سواء فى الداخل أو الخارج، وبدأوا العمل، وهو أمر فى تقديرى يكشف عن الحالة التى وصل إليها المجتمع المصرى من التشدُّد والانغلاق، الذى بدأ على يد مؤسسات الدولة وأجهزتها الرسمية التى تتعامَل مع الأقباط بشك وريبة، وتراهم ملفاً أمنياً، مطلوب التضييق عليهم وكسر نفوسهم وإخضاعهم، فهناك مؤسسات وأجهزة حساسة ممنوع عليهم دخولها،

 

بل والاقتراب منها، وضع سقف لما يمكن أن يصل إليه المصرى القبطى فى تدرّجه الوظيفى، لذلك كان تفضيل الأسر القبطية المصرية للقطاع الخاص والأعمال المهنية التى تعتمد على المشروعات الخاصة، هجروا المجال العام وركّزوا على المجالات الخاصة. استمر ذلك إلى أن جرت التغييرات العالمية والمحلية التى دفعت بالشباب المصرى عامة إلى التفكير المبدع والخلاق، وفى هذا السياق لم يلُذ الشباب القبطى بالصمت أو يكتم غضبه بداخله، بل خرج إلى المجتمع يشكو ظلم أندية مصر من التمييز بين المصريين على أساس الدين،

 

وأخيراً قرّر أن يشكل أكاديمية خاصة به لاكتشاف المواهب وإتاحة الفرصة لهم لتنمية القدرات وتطويرها، ومن ثم البحث لاحقاً عن فرص الاحتراف الداخلى والخارجى، هى فكرة عملية ممتازة للتغلب على العقلية التمييزية، التى لا تزال تسود مؤسسات الدولة، وبعض تنظيماتها الاجتماعية وأنديتها، والأكثر أهمية كما طالبت فى مداخلتى فى البرنامج أن تكون مفتوحة أمام جميع المصريين، مثلها مثل المدارس المسيحية التى تقبل جميع المصريين، لا تريد جيلاً من الأقباط يعانى من عُقد التمييز، وينشأ منفرداً مستقلاً على غرار حوارى الجيتو،

 

ولا نريده خانعاً خاضعاً لا حول له ولا قوة، نريده جيلاً مصرياً محباً لبلده ساعياً لانتزاع حقوق المواطنة الكاملة بشتى الطرق السلمية المشروعة، ومن هنا أحيى من كل قلبى أصحاب فكرة إنشاء هذه الأكاديمية الرياضية، المهم أن تكون مصرية مفتوحة أمام جميع المصريين على مختلف انتماءاتهم الدينية، الطائفية والعرقية.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.