تستضيف مدينة شرم الشيخ قمة دولية كبرى برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، تهدف إلى وضع الأسس لتسوية سياسية شاملة في قطاع غزة والمنطقة بأسرها، بعد انتهاء الحرب المدمرة التي استمرت قرابة عامين.
وأكدت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن هذه القمة الحدث الدبلوماسي الأبرز منذ توقف القتال في القطاع، إذ تسعى إلى إرساء نظام إقليمي جديد قائم على الأمن والاستقرار والتنمية.
وتابعت أن ترامب سيتوجه من إسرائيل إلى مصر مباشرةً لافتتاح القمة التي تُعد أبرز مبادراته السياسية في الشرق الأوسط منذ توليه الرئاسة مجددًا.
مشاركة دولية واسعة وحضور لافت للشرق والغرب
تشهد القمة مشاركة نحو عشرين من قادة وزعماء العالم، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، إلى جانب قادة من اليابان والهند واليونان وقبرص والكويت والبحرين وكندا والسلفادور، كما أكد ممثلو الأمم المتحدة حضورهم ضمن وفود دولية رفيعة المستوى.
وتابعت الصحيفة العبرية، أن القاهرة تسعى من خلال استضافة القمة إلى ترسيخ دورها كوسيط رئيسي في القضايا الإقليمية، وضمان استمرار تأثيرها المباشر على مستقبل قطاع غزة.
وقد أكدت مصادر مطلعة أن الرئيس السيسي سيلقي خطاب الافتتاح، مشددًا على التزام مصر بأمن المنطقة ودعم الحلول السياسية التي تضمن سلامًا دائمًا وشاملًا.
رغم الطابع الدولي الواسع للقمة، لم تُدع إسرائيل أو حركة حماس أو السلطة الفلسطينية إلى المشاركة المباشرة في جلساتها.
وقالت مصادر دبلوماسية إن القرار بعدم توجيه الدعوات لهذه الأطراف جاء بناء على تفاهم مصري-أمريكي لتجنب الإحراج الدبلوماسي وضمان حضور عربي موسع، خصوصًا من الدول التي ترفض الجلوس إلى طاولة واحدة مع ممثلين إسرائيليين في هذه المرحلة.
ومع ذلك، أكدت المصادر أن مستقبل وجود حماس في غزة سيكون أحد الملفات المطروحة على جدول النقاش.
جدول أعمال قمة شرم الشيخ
من المقرر أن تناقش القمة عدة ملفات رئيسية تشمل:
تثبيت وقف إطلاق النار الدائم في غزة وضمان تنفيذه عبر آلية مراقبة دولية.
إنشاء هيئة مدنية جديدة لإدارة القطاع بإشراف دولي ومشاركة شخصيات فلسطينية مستقلة.
إطلاق صندوق دولي لإعادة إعمار غزة بإدارة بنك التنمية العربي وبتمويل من دول الخليج والاتحاد الأوروبي.
وضع آلية دولية تمنع عودة الجماعات المسلحة إلى السيطرة على القطاع.
فتح المعابر الحدودية بين غزة ومصر وإسرائيل والبحر المتوسط، تحت إشراف مصري-أوروبي مشترك.
تجديد التعاون الأمني بين مصر والأردن والولايات المتحدة في جنوب المنطقة.
وقالت مصادر في البيت الأبيض إن الرئيس ترامب يعتبر هذه القمة نقطة تحول يمكن أن تفتح صفحة جديدة من الاستقرار الإقليمي وتعيد بناء الثقة بين القوى المتصارعة.
في خطوة غير مسبوقة، وجهت الولايات المتحدة ومصر دعوة رسمية لإيران للمشاركة في القمة.
ووفقًا لمصادر دبلوماسية، يأتي ذلك ضمن محاولة أمريكية لفتح قناة حوار مباشرة مع طهران بشأن غزة، ولتقليص دورها العسكري في الساحة الإقليمية. ولم تؤكد إيران بعد مشاركتها رسميًا، لكن الدعوة اعتُبرت مؤشرًا على تغير في لهجة واشنطن تجاهها.