
يعيش سكان قطاع غزة مأساة إنسانية غير مسبوقة، في ظل عمليات النزوح المتكررة من مكان إلى آخر، مع تواصل القصف من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
كارثة إنسانية
الصحيفة البريطانية، نشرت تقريرًا يتضمن شهادة أطباء حول الأوضاع المأساوية في غزة.
وقال أطباء وفرق طبية في أكبر مستشفى ما زال يعمل في قطاع غزة، إنهم يواجهون كارثة إنسانية تفوق طاقتهم إذا نزح مئات الآلاف من الفلسطينيين من شمال القطاع بعد التصعيد الإسرائيلي المتواصل.
وأوضح الدكتور محمد صقر، مدير التمريض في مجمع ناصر الطبي قرب خان يونس جنوب غزة، أن الطواقم الطبية لا تكفي لتغطية الاحتياجات الحالية، فضلًا عن النقص الحاد في الأدوية والوقود.
وأضاف، في رسالة صوتية من داخل المستشفى: "نعمل منذ أكثر من 23 شهرًا في حالة طوارئ، ونحن جميعًا منهكون،بعضنا ما زال في سجون الاحتلال، وآخرون استشهدوا داخل المستشفى وخارجه، وآخرون اضطروا لمغادرة القطاع هربًا من الموت، لذلك أعدادنا لم تعد كما كانت قبل الحرب".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أمر مليون فلسطينى بمدينة غزة بمغادرتها قبل بدء الهجوم الجديد.
وأعلن الاحتلال، السبت، أن أكثر من 250 ألفًا غادروا بالفعل، بينما قالت هيئة الدفاع المدني في غزة إن العدد أقرب إلى 68 ألفًا فقط.
وأعلنت السلطات الصحية في غزة أنها لن تُخلي مستشفيي الشفاء والأهلي، وأن الأطباء لن يتركوا المرضى بلا رعاية، فيما أكدت منظمة الصحة العالمية أن طواقمها ستبقى أيضًا في غزة، غير أن أطباء في مستشفى الأهلي- الذي صدرت بحقه أوامر إخلاء منذ أسابيع- وصفوا الوضع بأنه:"خارج حدود أي خيال بشري أو قدرة على التصور"، محذرين من احتمال اضطرارهم للرضوخ لأوامر الإخلاء الإسرائيلية.
وقال الدكتور خميس الإلسي، استشاري علاج الألم بالمستشفى "ترى أبراجًا من 20 طابقًا تنهار في أقل من ثانيتين تحت القصف الإسرائيلي، وترى آلاف العائلات تهرب بأطفالها في الشوارع، وترى الأطفال يُذبحون والأطراف تقطع".
وقال تيبو خان، وهو طبيب أمريكى جاء غزة متطوعًا: "نتعامل مع كثير من إصابات الانفجارات والشظايا والرصاص، لو حدث هذا في الولايات المتحدة لاعتبر كارثة جماعية يومية، بالنسبة لي الأمر مرهق للغاية، لكن قيل لي إن هذه الأيام أفضل من الشهر الماضي".
وأوضح "خان" أن معظم الإصابات بين الشبان والأطفال المراهقين قرب مراكز توزيع الطعام التابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية".
وأضاف:"كل صباح نستقبل بشكل شبه منتظم، من 7 إلى 10 مراهقين مصابين بانفجارات أو رصاص، بعضهم يصل برصاصة مستقرة في الدماغ أو الصدر".
ورد جيش الإسرائيلي الاحتلال نافيًا تعمد استهداف مدنيين يسعون للحصول على الطعام من مواقع المؤسسة، زاعما أنه يتخذ "كل الاحتياطات الممكنة" لتجنب سقوط ضحايا مدنيين في غزة.
وأشار الطبيب الأمريكي إلى أن بعض المستلزمات الطبية الأساسية بدأت تنفد في ناصر، مثل أجهزة قياس ضغط الدم ومواد التخدير.
وفي مشهد مأساوي آخر، جلس طفل فلسطيني يبكي بجوار جثمان أحد أقاربه الذين قضوا في الغارات الإسرائيلية الأخيرة.