قال قداسة البابا تواضروس الثاني اليوم في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر مجلس الكنائس العالمي… مجمع نيقية ،أن ثمة سؤال جوهري يفرض نفسه: لماذا نتحاور ؟ لابد أن يكون قصدنا ورسالتنا واضحين قبل الانخراط في أي حوار لاهوتي، حتى لا يتحول الحوار إلى جدل أو مجرد تبادل آراء بلا هدف.
من القضايا اللاهوتية والكنسية التي تكتسب أهمية خاصة في زماننا الحاضر، مسألة الحوار بين الكنائس. فكما اجتمع الآباء في نيقية بروحالشركة للوصول إلى تعبير إيماني جامع، كذلك تدعى الكنيسة اليوم إلى حوار يقوم على الفهم المتبادل والاحترام المتبادل في إطار الإيمان الواحد.
وتابع قداسته يقول :”إن الغاية الأساسية من الحوار هي معرفة الآخر وفهمه، والسعي لاكتشاف كيف يعبر كل تقليد كنسي عن الإيمان المشترك بطريقة مميزة تعبر عن غنى التراث.



يعد الحوار اللاهوتي بهذا المعنى مسيرة نحو الفهم المشترك لقضايا الإيمان، وليس سعيًا لإلغاء الاختلافات أو إذابتها، بل للتعرف على عمق الإيمان الواحد الذي يوحد الكنيسة الجامعة. فكما عبر أحد الآباء المعاصرين: “الحوار ليس تنازلاً عن الإيمان، بل شهادة للحق في روح المحبة”.
وتابع قداسته يقول :”إن الحوار اللاهوتي يقوم أولاً على فن الإصغاء، لأن الاستماع هو الطريق إلى الفهم المشترك. فحينما يُعطى لكل طرف المجال ليعبر بحرية وانفتاح عن إيمانه، تفتح أمام الكنيسة آفاق جديدة للتقارب والوحدة. ومن هنا، لا يراد بالحوار إلغاء الاختلافات أو إنكار التنوع، بل التعرف على الآخر.
الحوار لا يعني التنازل عن الإيمان أو التفريط في العقيدة، بل هو شهادة للحق في روح المحبة، وسعي مستمر نحو تحقيق الوحدة التي صلى المسيح من أجلها.”

