
نظمت شعبة اللغة الإنجليزية بكلية الإعلام جامعة القاهرة، مؤتمرًا تحت عنوان «الخطاب الديني بين ضرورات التجديد.. والحفاظ على الثوابت»؛ لمناقشة الخطاب الديني وآليات تجديده، في ظل الظروف الراهنة، وذلك تحت رعاية الدكتور جابر نصار رئيس الجامعة، والدكتورة جيهان يسري عميد الكلية.
وشارك فى المؤتمر الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي الأرثوذكسي، والأب رفيق جريش المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية في مصر، والدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، والدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر.
ويدير الجلسة الإعلامي عمرو خليل، والمخرج الكبير محمد فاضل، والكاتب والسيناريست الدكتور مدحت العدل، والدكتورة أحلام يونس رئيس أكاديمية الفنون، والإعلامية دعاء عامر، ويدير النقاش فيها الناقدة الفنية الأستاذة علا الشافعي.
من جانبه، أكد الأنبا إرميا، الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، أن نموذج بيت العائلة المصرية، يستهدف التقارب في وجهات النظر وإحداث نوع من التآلف بين الشيوخ والقساوسة، مشيرا إلى أنه في بداية الأمر كان هناك قرى لا يسلم فيها الشيخ على القسيس والعكس، وكان الشيخ لا يسير في شارع به كنيسة والقسيس لا يسير في شارع به مسجد.
وأوضح الأنبا إرميا، خلال فعاليات الجلسة الثانية لمؤتمر تجديد الخطاب الدينى بين ضرورات التجديد والحفاظ على الثوابت، أنه عندما تعامل القساوسة والشيوخ انعكس ذلك على سلوك الناس، مضيفا: «في مرة عزمين الشيوخ والقساوسة على الغداء وجلسوا منفصلين فأجلسناهم معا وأسكناهم في غرف معا بالفندق حتى ابتدوا التعامل معا وبدأ التآلف يحدث والتقارب فى وجهات النظر».
وأشار الأنبا إرميا، إلى أنه إذا عادت هذه الروح مرة أخرى ستستعيد مصر قوتها.
وفي سياق المتصل، أوضحت الدكتورة أماني فهمي، رئيس الشعبة الإنجليزية، أن اختيار الموضوع جاء في وقت يعاني فيه المجتمع المصري من غياب الفهم الصحيح للدين، ما أدى إلى وقوع البعض أسرى لتفسيرات مغلوطة للدين الحنيف، ودفع آخرين إلى الوقوع في براثن تبنى أفكار متطرفة، مؤكدة أن الدين الإسلامي ورسالة نبيه الكريم براء منها، كما أنه يأتي في لحظة مكاشفة تتطلب قراءة واعية متأنية لهذا الخطاب، وكيفية إنتاجه، وتأثيراته في عقول وقلوب أتباع الديانات المختلفة.
وأضافت أن المؤتمر يتضمن جلستين، الأولى تحت عنوان «الخطاب الديني بين فهم المنصفين وأوهام المدعين»، ويشارك فيها نخبة من أساتذة الأزهر الشريف، ورجال الدين المسيحي، يستعرضون خلالها الحقائق ويردون على المسيئين للرسالات السماوية، التي تقوم على أساس التعايش والمحبة والإخاء والتسامح.
أما الجلسة الثانية، تأتي تحت عنوان «الثقافة والفن في مواجهة التطرف»، ويطرح الخبراء خلالها دور الفن والثقافة باعتبارهما الدعامة الأساسية لبناء فكر مستنير، يبني ولا يهدم، يعمر ولا يخرب، يجمع ولا يفرق، مشيرة إلى أن دورهما لا غني عنه في هذه اللحظة الحاسمة التي تتطلب منا جميع الوقوف صفا واحدا من أجل تنوير العقول، كما أن الإعلام أيضا بصحفه وقنواته وإذاعته ووسائل التواصل، يلعب دورا لابد من الوقوف على تخومه، وسبر أغواره، وفهم رسائله وصولا إلى بناء خطاب إعلامي واعِ يشارك في توعية المواطنين، ويكون حائط صد أمام الأفكار المسمومة والأقلام المشبوهة.
واختتمت الجلسة الأولى من فعاليات المؤتمر بتكريم الحضور، حيث أهدت الدكتورة أماني فهمي للحضور درع كلية الإعلام، وشهادات التقدير احتفاءً بدورهم في إنارة عقول المواطنين، وتلبية دعوة الكلية لحضور المؤتمر.