أعلن شهدي نادر، المتحدث العسكري باسم الجيش السوداني، اليوم الخميس، عن نجاح الدفاعات الجوية في إحباط هجوم جوي نفذته ميليشيا الدعم السريع، وأسقطت خمس طائرات مسيرة مفخخة كانت تستهدف مواقع استراتيجية في شمال البلاد.
وأوضح نادر أن الهجمات استهدفت مقر الفرقة 19 مشاة في منطقة مروي، إضافة إلى مطار المدينة وسد المياه، إلا أن الدفاعات الجوية تصدت لها بدقة عالية، ما أسفر عن عدم وقوع أي خسائر بشرية بين صفوف الجيش أو المدنيين.
سلسلة تحركات استباقية لمواجهة ميليشيا الدعم السريع
وأكد المتحدث العسكري أن هذه العمليات تأتي ضمن سلسلة التحركات الاستباقية للجيش السوداني لمواجهة محاولات ميليشيا الدعم السريع تقويض الأمن واستهداف البنية التحتية الحيوية، وأضاف أن الطائرات المسيرة المفخخة كانت معدّة لضرب مواقع حيوية، مشيرًا إلى أن الجيش يراقب جميع التحركات الجوية للميليشيات ويتخذ إجراءات عاجلة لصد أي تهديدات محتملة.
وأوضح شهدي نادر أن الهجمات المسيرة لم تؤثر على العمليات اليومية للفرقة 19 مشاة، وأن وحدات الجيش مستمرة في تأمين المرافق الحيوية، بما في ذلك المطار وسد المياه في مروي، لضمان استقرار المنطقة وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين.
ويأتي هذا التصعيد في إطار التوترات المتزايدة بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع التي تحاول منذ عدة أشهر توسيع نفوذها في مناطق مختلفة من البلاد، مستغلة الفوضى الأمنية في بعض الولايات. وقد حذّر الجيش مرارًا من خطورة السماح لهذه الميليشيات باستهداف المدنيين أو المنشآت الحيوية، مؤكدًا أن أي محاولة عدائية ستواجه برد صارم وفوري.
وعلق عسكريون على الحادثة بأن نجاح الدفاعات الجوية في صد الهجمات يوضح مستوى الجاهزية العالية للقوات المسلحة السودانية وقدرتها على حماية المنشآت الاستراتيجية والمواطنين، رغم التحديات الأمنية المستمرة.
كما يشير هذا التصعيد إلى اعتماد ميليشيا الدعم السريع على أساليب هجومية متقدمة تشمل الطائرات المسيرة المفخخة، ما يزيد من تعقيد العمليات العسكرية في شمال البلاد ويضع مزيدًا من الضغط على الجيش للرد السريع والدقيق.
يذكر أن منطقة مروي تعد من المناطق الحيوية في شمال السودان، حيث تحتوي على سدود لتوليد الطاقة وتوفير المياه للمجتمعات المحلية، إضافة إلى وجود وحدات عسكرية رئيسية تحمي الأمن والاستقرار. وقد سبق أن استهدفت ميليشيا الدعم السريع هذه المواقع في محاولات سابقة لتعطيل العمليات العسكرية والقوات الأمنية، لكن الجيش استطاع إحباط معظم الهجمات وتفكيك عدد من الأسلحة والمواد المتفجرة.
واختتم شهدي نادر تصريحه بالتأكيد على استمرار الجيش السوداني في عمليات الدفاع والهجوم الاستباقي ضد أي تهديدات من ميليشيا الدعم السريع، مؤكدًا أن الجيش ملتزم بالحفاظ على أمن المواطنين وحماية البنية التحتية الحيوية في كل أنحاء البلاد، ومشدّدًا على أن أي اعتداء سيتم الرد عليه بكل حزم.