بالفرعوني برمجد وبالقبطية بمجي وباليوناني أوكسير ينوكس.. بهذه البلدة استقرت العذراء والمسيح 7 سنوات
09.03.2019 07:25
تقاريركم الصحفيه Your Reports
صدى البلد
بالفرعوني برمجد وبالقبطية بمجي وباليوناني أوكسير ينوكس.. بهذه البلدة استقرت العذراء والمسيح 7 سنوات
حجم الخط
صدى البلد

روى الدكتور محمد عبد اللطيف أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق، قصة غريبة لبلدة "البهنسا" التي مرت بمراحل عديدة من التقدم إلى الاضمحلال، وتحولت أكثر من مرة من قرية إلى مدينة ثم تتدهور فتعود قرية، وهي كذلك حتى الآن عبارة عن قرية تتبع مركز بني مزار بمحافظة المنيا.

 

"البهنسا" من أهم وأشهر المدن المصرية، التي عُرفت فى العصر الفرعوني باسم "برمجد" وفي القبطية "بمجي" وفي العصر اليوناني "أوكسير ينوكس" وهو نوع من السمك قدسه أهل البلدة.

 

وطبقا لما ذكره لنا عبد اللطيف، ترجع أهمية هذه البلدة إلى مركزها التجارى إذ أنها تقع على الطريق الموصل إلى الواحات البحرية، ولفظ البهنسا يعنى اليقظة باللغة القبطية، ويجمع كثير من المؤرخين على أن السيدة مريم العذراء وابنها عيسى عليه السلام قد نزلا بالبهنسا وأقاما بها سبع سنين ثم تركاها ورجعا إلى القدس.

 

وقال بعض المفسرين عن الربوة فى قوله تعالى: "وجعلنا ابن مريم وأمه أية وأويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين" إنها البهنسا وقيل أنها دمشق أو بيت المقدس،وكانت البهنسا حين فتحها العرب كما يقول ابن عبد الحكم عالية الجدران حصينة الأسوار والبنيان منيعة الأبراج والأركان وكان لها أربعة أبواب ولكل باب ثلاثة أبراج.

 

وبين كل برجين شرافات وكان بها أربعون رباطًا وكنائس وقصور فلما أخذت بالفتح تغيرت معالمها واندثر كثير من أثارها.

 

ويقال أنه استقر بالبهنسا كثير من القبائل العربية بعد الفتح الإسلامي من أهمها قبيلة خولان.

 

واشتهرت البهنسا، بأنها كانت تزرع فى بعض ضياعها نخلة بلح تطرح مائة وواحد وعشرين عرجونًا بلح فاخر فى كل سنة فيتحصل منه ا12 أردب بلح فى كل سنة، كما أنها اشتهرت أيضًا بزراعة أشجار السنط التى كان يؤخذ أخشابها لبناء سفن الأسطول المصرى.

 

وذكر ابن مماتى فى القرن 7هـ/ 13م أن خراج البهنسا كان يدفع سنطًا،كما أضاف أن طراز البهنسا أي منسوجاتها كانت تعد واحدًا من عجائب مصر لجودتها، كما أنها كانت تتميز بتصدير الشب الذى كان قادما من الواحات، والشب حسب قول ابن مماتى هو حجر معروف يحتاج إليه فى أشياء كثيرة أهمها صبغ المنسوجات باللون الأحمر، وكان الرومان يحبونه ويأخذون منه الكثير ويوجد بكثرة بصحراء صعيد مصر.

 

ولقد كانت أيضًا بالبهنسا أحد المراكز الهامة فى صناعة الزجاج خاصة فى العصر الفاطمى ودل على ذلك كثرة ما عثر عليه من التحف الزجاجية بهذه البلدة بالإضافة إلى تميزها بصناعة الورق من نبات البردى،كذلك كثرة أضرحة شهداء الجيش الإسلامي الذين سقطوا عند بداية الفتح الإسلامي لها.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.