الأنبا تكلا : قانون بناء الكنائس سيؤتي ثماره إذا تم تنفيذه بشكل جيد
21.10.2017 05:00
اخبار الكنيسه في مصر Church news in Egypt
فيتو
الأنبا تكلا : قانون بناء الكنائس سيؤتي ثماره إذا تم تنفيذه بشكل جيد
حجم الخط
فيتو

- تفاصيل أصعب 25 دقيقة في حياتي

 

- هربت من المنزل حتى لا أرى دموع والدتي

 

- يوم رسامة الرهبنة "رفضت تقبيل أمي ليدي"

قبيل الاحتفال بعيد تجليسه السادس والعشرين، يفتح الأنبا تكلا أسقف دشنا وتوابعها، قلبه لأول مرة في حوار خاص لــــ"فيتو" ليطلعنا على أسرار الطفولة والرهبنة وحقيقة ما حدث في انفصال إيبارشية دشنا عن قنا وإعلانها إيبارشية منفصلة.

 

فقد حظي هذا الرجل بالكثير من الأشياء المثيرة للجدل، وأصبح حديث العالم عندما تم إعلانه أسقفًا على دشنا.

 

ولد الأنبا "تكلا" أسقف إيبارشية دشنا وتوابعها، في حي شبرا بالقاهرة في يوم 1 يوليو عام 1960، وهو الابن الرابع لأسرته، كان والده يعمل مدير حسابات في إحدى الشركات ووالدته ربة منزل، شقيقه الأكبر "ماهر" حاليًا على المعاش وهو خريج كلية فنون جميلة، وشقيقته "مارجريت" خريجة كلية زراعة وهي حاليا على المعاش، و"مجدي" وهو على المعاش أيضًا هو خريج كلية تجارة، و"ميشيل" الذي أصبح اسمه "تكلا" كان أيضًا خريج كلية تجارة.

 

وإليكم تفاصيل الحوار مع الأنبا "تكلا " أول أسقف لمطرانية دشنا:

** ما هي أكثر الشخصيات التي أثرت في حياة الأنبا تكلا في هذه المرحلة؟

من أكثر الشخصيات التي أثرت في حياتي كثيرًا والدي الذي كان يشبه يحيى شاهين في الشكل والهيئة وليس "سي السيد" وأخذت منه بعض الملامح الجسمانية، وكان يمتاز بشخصية قوية على الرغم أنه كان ولدا وحيدا على بنتين إلا أن والده كان يعتمد عليه في كل شيء وحصل على دبلوم تجارة وبدأ العمل منذ الصغر في محال بيع الماني فاتورة، وهو الذي ساعد في زواج شقيقته الصغرى، وكانت له شعبية كبيرة بين أبناء الحي وأصحاب الشركات الكبرى، وكان والدي يمتاز بخط يد لا مثيل له وكنت دائم الجلوس معه على المكتب الخاص به وكنت أسعى دائمًا إلى تعلم الخط منه، خاصة أنه في هذه الفترة كانت الأقلام الحبرية هي المستخدمة ولم يكن الجاف ظهر في هذا الوقت.

** كيف راودتك فكرة الرهبنة في سن مبكرة؟

راودتني الفكرة منذ كنت طفلا صغيرا بالمرحلة الإعدادية ووقعت حالة وفاة لأحد أقارب زملائي ووجدته يتحدث عن الموت بطريقة غريبة، وكأن الدنيا ليس لها أي دور في حياتنا، ومنذ تلك اللحظة بدأ التفكير لدى في الحياة والموت، وبدأت أسأل خدام الكنيسة في مدارس الأحد ووقتها قال لي أحد المدرسين "أنت لسه صغير على الكلام ده" وبدأت بذرة فكرة الرهبنة وأنا طفل في إعدادي.

 

وعندما وصلت إلى المرحلة الثانوية بدأت أقرأ في كتاب "بستان الرهبان" وهو يعد من أكبر الكتب التي يداوم على قراءتها الرهبان في الأديرة وهو من الكتب التي تحمل قصص وسير الرهبان وأقوالهم، ويحمل كل باب عنوان عن الصلاة، عن المحبة، عن التواضع، عن النسك وجميعها أشياء تخص الرهبنة وبدأت الفكرة في هذا الوقت تنمو بشكل كبير في ذهني.

** ماذا عن دور النساء في حياتك؟

كانت لديَّ شقيقه واحدة، وكنت أتعامل مع الفتيات والسيدات في الخدمة، وبطبعي اجتماعي وأحب التعامل مع الجميع، وأود إيضاح نقطة مهمة عن الرهبنة وهي أن الراهب ليس هو الشخص الذي فشل في التعامل مع النساء أو من يرى أن الزواج خطأ، لكن الراهب هو الذي على يقين بأن الزواج شيء مقدس ويجب أن لا يكون لديه عقد نفسية، ويكون على يقين بأنه دخل هذا الطريق لأنه هو طريقه الذي يجب أن يمضي فيه، وأوضحت هذا الأمر حتى يعرف أن الراهب ليست لديه عقد نفسية ولا يستطيع التعامل مع السيدات، وأنه يرى الزواج شيئًا غير مقبول، مع العلم أنه شرط من الشروط أن يسأل الراهب عن رأيه في الزواج، وعندما يجيب بإجابة سيئة يكون الرد عليه ليس لك في هذا الطريق ويتم استبعاده مباشرة، فبطبيعة الحال نحن أتينا إلى الدنيا عن طريق الزواج، وكنت طالبا جامعيا وعشت في القاهرة وكانت كنيسة العذراء بشبرا بها العديد من الشخصيات المرموقة في المجتمع وبها مستويات مختلفة، وكنت في ذلك الوقت أقوم بتنظيم الرحلات وكنت أتعامل مع سيدات وفتيات على مختلف الطبقات الاجتماعية والقصة بالنسبة لي طبيعية ولا تزال طبيعية حتى اليوم.

** لماذا رفضت رسامتك قسيسا في المنوفية؟

تم رسامتي كاهنا وبعدها عشت في المنوفية 5 سنوات مع نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية وكانت تربطني به علاقة طيبة من قبل، لأن كنيسة العذراء بالوجوه من أسسها أقباط من المنوفية بالتحديد من قرية اسمها "فيشا الصغرى" التابعة لمركز الباجور، ولدي علاقة بالمنوفية منذ الولادة، فمن أسس كنيستنا أساسا من المنوفية، وعندما تم رسامة الأنبا بنيامين في عام 1976، وجاء للخدمة طلب من جميع الخدام النزول للقرى، وعندما طلب مني أن أكون قسيسًا ذكرت له وقتها "أن طريقي هو الرهبنة وليس هذا الطريق" إلى أن وصلنا إلى طريق الدير وعودة مرة أخرى إليه.

** لماذا اخترت الصعيد الجواني ليكون بداية طريق الرهبنة؟

في البداية اخترت دير البراموس في وادي النطرون وفي وقتها دخل البابا في أيام التحفظ، وذهبت إلى الدير في عام 84 ولم يكن وقتها البابا قد عاد، وأتذكر أن البابا عاد في أول يناير عام 85 وكان وقتها هناك العديد من الاضطرابات واختلافات في وجهات النظر بين الأنبا بنيامين والدير حول موضوع معين، وكان من المستحيل أن أذهب إلى البراموس وطلب مني وقتها أن أختار أي دير غيره ووقتها ذهبت إلى دير الأنبا باخوميوس في حاجر إدفو بأسوان.

** عندما اتخذت قرار الرهبنة والهروب من المنزل، صف لنا كيف كانت تلك اللحظات العصيبة عليك وعلى والدتك التي ترتبط بعلاقة قوية بها؟

قمت بعمل خطة إستراتيجية حتى أستطيع الخروج من المنزل، ففي هذا الوقت كنت أذهب إلى الأديرة في "خلوات" كثيرة وكنت أذهب وأعود إلى المنزل كثيرًا فبدأت التعود على عدم وجودي في المنزل، ووقتها بدأت تشعر بأن هذا هو الاتجاه وكانت دائمة القول لي "اوعي تروح ومتجيش" وظللت على هذا الأمر ما يقرب من نحو 3 سنوات ووقت تحديد الميعاد بدأت أسحب متعلقاتي شيئًا فشيئا وكان أولها الكتب الموجودة في المكتبة الخاصة بي في المنزل وكنت وقتها أعطيها لشخص لكي يقوم بتغليفها وسألتني والدتي وقتها "أنت واخد الكتب فين" فكنت أجيبها هغلفها عشان أحافظ عليها"، وذهبت في رحلة بعد الاتفاق مع الأنبا بنيامين لمدة 10 أيام، ويتركوني في الدير ووصلت الدير يوم الثلاثاء 4 سبتمبر عام 1984 وكتبت خطابا وتركته عند الولد الذي قام بتغليف الكتب وطلبت منه تسليم الخطاب لها قبل انتهاء الرحلة بيوم وذهبت على أنها رحلة وتركت كل متعلقاتي عند هذا الولد على أن يرسلها لي على الأتوبيس، وسلمها الخطاب فعلا وبكت كثيرًا عندما قرأته وقالت باللفظ "كان قلبي حاسس إن هو مش حييجي هنا تاني " وتركتها دون وداع قائلًا "لم أستطع وداعها لأني مرتبط بعلاقة قوية بها وعاطفي بشكل كان يمكن يجعلني لا أسافر.

** ماذا فعلت لحظة رسامتك راهبا في الدير؟

جئت أول لقاء لي وأنا في الدير وكانت بتبكي وحضرت أمي طقس الرهبنة على الرغم من صعوبته واصفًا إياه بأن الراهب ينام ويتم تغطيته بستر ويتم الصلاة عليه بشكل حزين كأنه مات، ويتم رفع الستر ونقف ويتم الصلاة بشكل فرح وكان هذا الشخص تم إحياؤه من جديد وطوال هذا المشهد هي بتبكي وفي لحظة وقوفي جرت علّي لتقبل يدي ورفضت ذلك الأمر، والجميع كان يطالبني بأن أتركها تفعل ذلك، على الرغم من صعوبة هذا المشهد إلا أنها فرحت بعد ذلك وتقبلت الأمر، خاصة أنها سيدة متدينة، وأنا دائم التواصل معها بشكل يومي عن طريق التليفون.

** كيف تم ترشيح نيافتك أسقفًا لإيبارشية دشنا لأول مرة منذ 26 عامًا؟

جاءت القصة عندما توفي الأنبا مكاريوس أسقف قنا والبحر الأحمر ووقتها كان البابا شنودة قرر أن يتم تقسيم الإيبارشية الكبيرة إلى عدد صغير، حتى يكون هناك تركيز أكبر ورعاية لجميع أهالي الإيبارشيات ومن هنا بدأت فكرة تقسيمها إلى 4 إيبارشيات وكان هناك خلاف على دشنا لصغر حجمها ووقتها كنت في دير الأنبا باخوميوس وفي يوم عيد الأنبا باخوميوس اجتمع البابا شنودة مع الآباء والكهنة والأساقفة للاتفاق على أن تصبح دشنا إيبارشية وطلب منهم أين يترك كل منهم ورقة تحمل اسم أو اسمين يصلح للرسامة ويتركوا الأمر إذا وافقت على أن تصبح دشنا إيبارشية وكان الأنبا بينامين ترك ورقة تحمل اسمين واسمي كان الثاني والأول كان وكيل المطرانية وكان راهب برموسي واب اعترافي وأقدم مني بكثير وجميع الصلاحيات تنطبق عليه.

** صف لنا تفاصيل أصعب 25 دقيقة في حياتك؟

لحظة معرفتي بالدخول إلى البابا شنودة وانتابتني حالة من الرهبة والخوف على الرغم أنني كنت أحضر له الكثير من اللقاءات منذ كنت في الثانوي العام وكنت أرى البابا وهو يجيب على أسئلة الأهالي، وكان من الصعب على أن يسأل البابا وأجيبه وهو كان علامة كبيرة ودقيقا في الألفاظ ولذا يجب أن يكون الإنسان حريص معه في الحديث على الرغم من أنني جلست معه 3 مرات وهو الذي رسمني كاهنا إلا أن الوقت الذي جلسته معه الذي يبلغ 25 دقيقة من أصعب وأطول الأوقات التي مررت بها في حياتي كلها، وكانت الأسئلة كلها عن حياتي الخاصة لأني كنت غريبا عنه على الرغم من أنني كنت أخدم مع الأنبا بنيامين وهو أحد الشخصيات القريبة منه لكني كنت لا أحب الظهور وبعيد تمامًا عن الاضواء، لأني كنت أؤمن بمقولة أبويا الروحي "السلطان هو البعيد عن السلطان".

** ما هى طبيعة علاقتك بقداسة البابا تواضروس؟

علاقة طيبة وهو صاحب اتخاذ قرار عودتي إلى إيبارشية دشنا بعد توقف دام لأكثر من 11 عامًا ونصف العام، ولدي إيمان كبير بأن لكل زمن رجاله فمثلا البابا كيرلس كان عصره معجزات والبابا شنودة كان زمن التعليم، أما البابا تواضروس عصر الديمقراطية ووسائل الإعلام المتقدمة.

** صف لنا حياة شبرا وعلاقتك مع أقرب أصدقائك المسلمين؟ وكيف كنت تقضي شهر رمضان معه؟

حياتي في شبرا لا تنسى وأقرب أصدقائي هو عمرو صلاح الدين وكانت البيوت متجاورة مع بعضها البعض بينهم مسقط هواء والشبابيك مفتوحة على بعضها البعض، وعمرو كان يصغرني بعام واحد، وكنا دائمي التواصل مع بعضنا البعض وشهر رمضان كانت له ذكريات كثيرة منها تبادل أطباق الحلوى والمشاركة في تعليق الزينة والفوانيس وغيرها من المراسم التي كنا نتشارك فيها.

 

وكنا نتناول الأطعمة ونشاهد التلفاز مع بعض وسماع الراديو خاصة "ألف ليلة وليلة" وسماع الموسيقى الخاصة بها، وكنت مع عمرو إلى أن التحق بكلية التربية الرياضية داخلي وانفصلت علاقتنا لكن ظللنا على تواصل دائم حتى إن والده توفي منذ عام، وآخر شيء سأل عنه شقيقي "فين ميشيل"، وهناك الأستاذ سيد المأذون وكان يسكن في البيت نفسه وكنت أتابع معه دروس اللغة العربية والإجابات الخاصة بالامتحانات، وكانت الحياة حلوة في هذا الوقت وكنا دائمي اللعب في الشارع وجميع من عاش في شبرا يعود إليها مرة أخرى وهي مثل الماء بالنسبة إلى السمك الذي يصعب أن يعيش خارجه.

** وقت وقوع الحوادث الإرهابية يكون هناك حالة غليان في الشارع؟ كيف تواجه ذلك بالكنيسة؟

الحقيقة الحوادث الأخيرة كانت صعبة، خاصة حادثي طنطا والإسكندرية واتخذت قرارا في هذا الوقت بأن أجوب قرى الإيبارشية وأدخل إلى الأهالي في بيوتهم لتهدئتهم وكنت أقوم بتحفيظ آيات من الكتاب المقدس وبدأت من السلامية حتى أبو دياب خلال أسبوع الآلام كي نهدئ من روع الناس.

** ماذا عن قانون بناء الكنائس؟

إذا تم تنفيذه بشكل جيد سوف يؤتي ثماره، وإن كنت أرى أنه سوف يفيد ما تم تشييده فقط، وما بني قبل القانون سيتم الاعتراف به، والقديم هو الذي سوف يستفيد منه، أما الجديد فلن يستفيد، ووجدت ذلك عندما تقدمت لبناء كنيسة ولكن لم أتلق ردا حتى اليوم على الرغم من تحديد مواعيد محددة للموافقة أو الرفض، 

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.