الأنبا بولس في “أحد التناصير”: الله رحيم .. أعطانا “البصيرة” لنكون أبناء النور ونري ملكوته
11.04.2022 05:01
اخبار الكنيسه في المهجر Church News in Immigration Land
وطني
الأنبا بولس في “أحد التناصير”: الله رحيم .. أعطانا “البصيرة” لنكون أبناء النور ونري ملكوته
حجم الخط
وطني

صلي نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف العمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، اليوم الأحد الموافق 10 أبريل، القداس الإلهي لـ “أحد التناصير”، “أحد المولود أعمي”، في كنيسة سانت جورج وسانت أنطوني في أوتاوا، بإقليم أونتاريو، مع آباء الكنيسة الأجلاء.

قال أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف العمران”، بعد قراءة الإنجيل المقدس: الله خلقنا مع حواسنا، ومنها العين، والكنيسة أتت في آخر أسبوع لها، وهو السادس في رحلة الصيام، وتكلمنا اليوم عن النور، حيث حدثت معجزة كبيرة، للإنسان الذي خلق وليس له عينين. إذ لم يكن أعمي، ولكنه لم تكن له عيون. وفتح هذا الإنسان، الذي لم يكن يري أصلا من قبل.

أضاف نيافته: والكنيسة تقول لنا، كونوا في النور وسيروا في النور، واجعلوا لكم عيون تري هذا النور. أول صلاة نصليها، هي صلاة باكر، نصرخ فيها ونقول: أيها النور الحقيقي.

هل يوجد نور غير حقيقي؟ نعم. عندما خلقنا الله، خلقنا مع العيون وبقية الحواس والأعضاء، ونحن كمسيحيين، حصلنا علي النور، واستقبلنا عيون أخري في المعمودية، لنري بها ملكوت السموات، ويجب أن نميز بين العيون الخارجية، التي يمكن أن تتعبنا، وعيوننا الداخلية، التي نصلي بها ونتقرب إلي ملكوت الله.

֍ السيد المسيح أعطانا “النور والبصيرة”

قال نيافة الحبر الجليل الأنبا بولس: لذلك، هذا الرجل “المولود أعمي”، كان شحاتا، عندما جاء للسيد المسيح، كان هذا الرجل “يشحت”، من ليس له العيون الداخلية، دائما “يشحت”. ومار يوحنا قال أن يسوع المسيح أعطانا “البصيرة”، القدرة علي الرؤية. من الممكن أن يكون كل واحد لديه عيون، لكن ليس كل واحد لديه “البصيرة”، التي يمكن من خلالها أن يري ملكوت الله.

وفي هذا السياق، يقول معلمنا بولس الرسول: أن هناك مجموعتين، واحدة تعطيكم القدرة لرؤية ملكوت الله، لكن المجموعة الثانية تقودكم للظلام والعمي، حيث قال أميتوا أعضاءكم، التي علي الأرض، وهذا ما نسميه الجهاد، الشهوة والطمع، يجب أن نميتها، حتي نعبد الله ونقترب من ملكوته.

ومن المهم أن نتوقف عن عبادة الله بالشفاه والفم فقط. إذ من المهم أن نصلي ونعبد الله، من كل قلبنا. كما قال داوود النبي اشتاقت نفسي إليك يا الله، أكثر مما يشتاق الأيل إلي جدول المياه.

֍ نميت بالجهاد خطايا حواسنا الخمسة المادية والذهنية

أكد أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس “أسقف العمران”: من المهم أن نبتعد عن الخطية، فالمسيحية تعلمنا أن الخطية يمكن أن تكون بمجرد النظر، لو نظر أحد إلي امرأة واشتهاها بنظره وقلبه. لذا يجب علينا أن نميت، بالجهاد، الخطايا، التي تسببها لنا حواسنا الخمسة.

وعلي كل واحد فينا أن يعمل اختبار يومي لحساب نفسه، إذا كانت أي من حواسه الخمسة أدت إلي عثرته. ولا يجب أن نكون كسالي، فمملكة الله تغتصب، والغاصبون يفوزون بملكوت السموات. الله رحيم، ولكنه في نفس الوقت، يريد أن يري حياتك معه، هل ستكون معه في الملكوت أم علي الأرض؟

ومن المهم البعد عن الغضب، والتجديف، والخبث والكلام القبيح، وهي مجموعة أخري من المهم الابتعاد عنها. هذا الرجل المولود أعمي، قام الله بعمل أمرين مهمين له، الأول شفاه، الأمر الثاني عندما قابله، سأله، أتؤمن؟

֍ نور المعمودية واستحقاق الحياة مع الله

أكد نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف العمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا: كلنا في المعمودية، حصلنا علي نعمة المعمودية، وحصلنا علي الطبيعة الجديدة، التي تخلصنا فيها من الخطية، ولكن من المهم أن نحافظ علي الطبيعة الجديدة، هل نحن نؤمن بالله؟ وهل نحن نستحق الحياة في ملكوت السموات مع الله؟ وهذا هو الاختبار لنا؟ هل نلجأ في اختباراتنا للعقل؟ أم للقوة؟ أم نلتجأ إلي الله؟

هناك قديس عظيم، هو القديس موسي الأسود يقول لنا ويعلمنا، “تلجأ إلي الله بنفسك، تستريح وتخلص”. مهم جدا أن تكون هناك حياة إلهية في حياتنا. أول أمر يؤكده بولس الرسول، هي الصلاة، لك النهار ولك الليل يا الله، عن طريق الصلاة. العذارى الجاهلات، قالوا له، أمرا مهما جدا، لم يقولوا افتح يا يسوع، ولكن يا “لورد – الله”، ولكنهن لم يجاهدن، ولم تكن لهن حياة مقدسة. لهذا غلق أمامهن باب الملكوت.

اليوم، الكنيسة في “احد المولود أعمي” تضع لكم هذا النور، وتقول كل يوم: قوموا يا بني النور. ونحن نقول: أيها النور الحقيقي، أضئ علينا. تعلموا من كل سلوكياتكم، أن تكون أبناء الله في كل حياتكم، وحتي تكونوا أبناء للملكوت السماوي، لكي ينير لكم الله الطريق.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.