وول ستريت: المتحف الكبير أيقونة حضارية تكشف تاريخ مصر بسردية بصرية مبهرة
06.11.2025 09:39
اهم اخبار العالم World News
الدستور
وول ستريت: المتحف الكبير أيقونة حضارية تكشف تاريخ مصر بسردية بصرية مبهرة
Font Size
الدستور

أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن مصر وقفت أمام لحظة تاريخية طال انتظارها عند افتتاح المتحف الكبير الذي فتح أبوابه للعالم، ليعلن عن ولادة أيقونة حضارية جديدة على ضفاف هضبة الأهرامات.

وتابعت: بدون مبالغة فإن المتحف ليس مجرد مبنى، بل مدينة متحفية ممتدة على مساحة نصف مليون متر مربع، تتسع لأكثر من 100 ألف قطعة أثرية، وتضم تمثال رمسيس الثاني الشاهق بارتفاع 11 مترًا كحارس أول للبوابة الرئيسية، وتتيح للزائر أن يصافح توت عنخ آمون وجهًا لوجه لأول مرة خارج وادي الملوك.

وأضافت أن المتحف العملاق يقف كرمز لتاريخ أمة عريقة وشهادة حية على قدرة مصر على الجمع بين عراقة الماضي وإبهار المستقبل، مطلًّا على أهرامات الجيزة الخالدة في مشهد يمزج العظمة القديمة بالبراعة الهندسية الحديثة.

الحلم يتحول لحقيقة

بدأ الحلم في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، عندما أدركت الدولة أن المتحف المصري في ميدان التحرير لم يعد قادرًا على استيعاب كنوز الأجداد. في عام 2002 أُعلنت مسابقة عالمية جذبت 1550 مكتبًا هندسيًا من 83 دولة، ليفوز تحالف إيرلندي-مصري بتصميم يشبه المثلث الزجاجي الذي ينبثق من رمال الصحراء، وكأنه هرم شفاف يعكس ضوء الشمس على واجهاته المائلة بزاوية 29 درجة، مطابقة لزاوية هرم خوفو تمامًا.

تكلف المشروع أكثر من مليار دولار، تم تمويله بقروض يابانية ميسرة وتبرعات شعبية وإيرادات سياحية، وشهد تأجيلات متكررة بسبب ثورة 2011، وجائحة كورونا، وأزمات إقليمية، لكن اليوم، وبعد نقل 5800 قطعة من مقتنيات توت عنخ آمون في موكب ذهبي ثانٍ عبر شوارع القاهرة في أبريل 2024، يقف المتحف جاهزًا ليروي قصة مصر عبر 5 آلاف عام في سردية بصرية مبهرة.

يبدأ الزائر رحلته من البهو العظيم، حيث يقف تمثال رمسيس الثاني الجالس، الذي نُقل من ميدان التحرير في عملية هندسية استغرقت 10 ساعات، ليصبح أول ما يراه الزائر قبل أن يصعد الدرج الملكي المكون من 108 درجات، رمزًا لعدد سنوات حكم رمسيس. 

وفي القاعة الرئيسية، تنتظر مركب خوفو الشمسية بطول 43 مترًا، التي أُعيد تركيبها من 1200 قطعة خشبية بعد 46 قرنًا من الغياب، لتطفو على بحيرة صناعية تعكس ضوء الشمس من خلال 42 ألف متر مربع من الزجاج المقاوم للزلازل.

أما جناح توت عنخ آمون، فيمتد على 7200 متر مربع، ويضم 5400 قطعة، منها 1800 تُعرض لأول مرة. يمكن للزائر أن يقترب من القناع الذهبي حتى 30 سنتيمترًا فقط، وأن يرى التمثال الذهبي للإله آمون وهو يحمي الملك الطفل، وأن يدخل نسخة طبق الأصل من غرفة الدفن بتقنية الواقع الافتراضي ليشاهد الملك وهو يُدفن قبل 33 قرنًا.

تكنولوجيا رائعة 

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن تكنولوجيا المتحف لا تقل روعة عن محتوياته، حيث يشمل 48 شاشة عملاقة تعرض أفلامًا ثلاثية الأبعاد عن بناء الأهرامات، و122 جهاز عرض هولوغرامي يحيي الملكات والفراعنة، وتطبيق ذكي يرافق الزائر بلغات 12 ليترجم النقوش الهيروغليفية لحظيًا.

حتى المصعد الزجاجي الذي يصعد 36 مترًا يتحول إلى نافذة على عصور مصر الثلاثين، حيث تتغير الجدران الرقمية من عصر الدولة القديمة إلى العصر البطلمي في 60 ثانية.

ضم المجمع 28 مطعمًا ومقهى، منها مطعم على سطح المبنى يطل على الأهرامات الثلاثة مباشرة، وآخر يقدم وجبات فرعونية أعيد ابتكارها من وصفات برديات قديمة. 

كما يحتوي على 10 قاعات سينما ومسرح مكشوف يتسع لألفي متفرج، ومركزًا لترميم الآثار مفتوحًا للجمهور ليشهد علماء الآثار وهم يعيدون الحياة لقطعة طينية مكسورة.

وأكدت الصحيفة الأمريكية، أن افتتاح المتحف يتزامن مع خطة طموحة لجذب 10 ملايين زائر سنويًا، مقارنة بـ 3 ملايين زاروا المتحف القديم. تذكرة الدخول تبدأ من 30 دولارًا للأجانب وتشمل جولة رقمية، بينما يدخل المصريون بـ 10 جنيهات فقط يومي الجمعة والسبت. كما أُطلقت حملة "ادعُ صديقًا" تتيح لكل مصري اصطحاب سائح أجنبي مجانًا خلال الشهر الأول.

ويؤكد مسؤولون مصريون أن المتحف ليس مجرد وجهة سياحية، بل استثمار استراتيجي في الهوية. 

وأضافت أنه مع غروب الشمس خلف الأهرامات، يضيء المتحف بـ 87 ألف مصباح LED تتحول إلى عرض ضوئي يومي يروي قصة الخلق المصرية في 12 دقيقة، وفي اللحظة التي ينتهي فيها العرض، يدوي صوت الموسيقار عمر خيرت في السماء المفتوحة معلنًا: مصر عادت، والعالم مدعو ليشهد.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.