تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لإنعقاد اجتماع المجمع المقدس، المقرر أن يترأسه البابا تواضروس الثانى، بمركز اللوجوس بدير الأنبا بيشوى، أثناء احتفالات الكنيسة بعيد «العنصرة» فى شهر يونيو المقبل.
ويعتبر المجمع المقدس بمثابة مجلس الشعب الكنسى، أو الكونجرس القبطى، كما يسميه البعض، ومن خلاله تصدر جميع القرارات التى تهم المواطن القبطى.
اجتماعات مكثفة بالكنيسة استعدادًا للانعقاد
تبدأ الكنيسة استعداداتها للمجمع المقدس بانعقاد عدد من لجان الدراسة والمناقشة على مدار الأسبوع الأخير من شهر مايو، الذى يسبق انعقاد المجمع، على أن تتم دراسة المقررات لكل لجنة، والتقارير عن أحوال الكنيسة فى الفترة الماضية، والمقترحات والخطط المستقبلية، التى تشمل كل ما يخص الشعب القبطى، والملفات المختلفة.
وتشمل الاجتماعات المقررة قبيل انعقاد المجمع لجان العلاقات العامة والإعلام، والإيمان والتعليم، والرهبنة والأديرة، والخدمة والرعاية، والإيبراشيات، وكذلك لجان الطقوس، والعلاقات الكنسية، والمهجر، وشئون الكهنة، والرهبان.
ويتولى الأنبا رافائيل، أسقف عام كنائس وسط القاهرة، الإشراف على هذه اللجان، ومقرراتها، بحكم منصبه كسكرتير للمجمع المقدس.
المعمودية أخطر القرارات المطروحة للمناقشة
قالت مصادر كاثوليكية إن قضية المعمودية أصبحت منتهية، فهم الآن يعترفون بمعمودية الأرثوذكس، بعد قرارات البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، بشأن ذلك، أثناء زيارته الناجحة إلى القاهرة، فى إشارة إلى أن أى أزمات أخرى بهذا الشأن ستكون متعلقة بالجانب الأرثوذكسى.
ومن المنتظر أن يشهد المجمع المقدس نقاشا حادا حول اعتراف الأرثوذكس بمعمودية الكاثوليك، طبقا للاتفاق الذى تم بين الباباوين فرنسيس وتواضروس نهاية أبريل الماضى، بسبب وجود معارضة من قبل بعض المطارنة والأساقفة الذين يشعرون بعدم الرضا تجاه اتفاق الاعتراف المتبادل بالمعمودية، وعلى رأسهم الأنبا بيشوى، مطران دمياط، والأنبا أغاثون، أسقف مغاغة والعدوة، والأنبا إبرام، أسقف الفيوم.
وكشفت مصادر داخل الكنيسة الأرثوذكسية عن وجود عدد من الأساقفة المعترضين بسبب عدم إخبارهم بمضمون الاتفاقية قبل توقيعها، خصوصا أن قرارات الكنيسة القبطية تخضع لنظام مجمعى، ولا يمكن البت النهائى فى اتفاقيات حاسمة مثل هذه دون وجود تصويت من أعضاء المجمع.
ويعتبر الزواج المختلط من أخطر المسائل المرتبطة بقرار الاعتراف المتبادل بالمعمودية. فتوحيد الطقوس بين الكنيستين بخصوص المعمودية، سيفتح باب الجدل حول السماح بالزواج بين المذاهب الكنسية وبعضها البعض، على عكس المعمول به حاليًا.
ومن المنتظر أن يشهد ذلك الملف عملية نقاش موسعة، لأن الكنيسة الأرثوذكسية تحرص على أن يتم طقس «الإكليل» المتمم لطقوس الزواج داخل إحدى كنائسها، وليس فى كنيسة كاثوليكية أو بروتستانتية، كما تتشدد الكنيسة الأرثوذكسية فى قضية انتماء الأبناء من الجيل الجديد لها دون غيرها من الكنائس.
ويجرى حاليا نقاش موسع حول بنود الزواج المختلط وإمكانياته، بين الممثلين القانونيين للكنائس خلال اجتماعاتهم المبدئية، السابقة لانعقاد المجمع المقدس، الذى يملك وحده حق البت فى هذه القضية.
لوائح جديدة لتقنين الخدمات وأوضاع الشمامسة
ذكرت مصادر كنسية أن هناك نية لإقرار لائحة كنسية جديدة فى إطار خطة تقنين الخدمات بلوائح تُفعل على أرض الواقع، وذلك بعد إقرار عدة لوائح جديدة منذ تولى البابا تواضروس السدة البطريركية، مثل لائحة شئون الخدام، ولائحة الرهبان، ولائحة مجالس الكنائس.
ومن المنتظر أن تشمل اللائحة الجديدة البنود الخاصة بالشمامسة والمرتلين، أسوة بغيرهم من العاملين فى ظل الكنيسة.
قضية الأديرة غير المعترف بها
أعلنت الكنيسة فى الفترة الأخيرة الاعتراف بدير الأنبا متاؤس الفاخورى، وهو ما يشير إلى نية للاعتراف بعدد من الأديرة غير المعترف بها حاليا.
ومن المقرر أن تنظر الكنيسة، فى طور الانعقاد المقبل، قضية الاعتراف بهذه الأديرة مثل دير الأنبا مكاريوس بوادى الريان بالفيوم، وأديرة أخميم بسوهاج، ودير الأنبا كاراس ودير عمانوئيل للفتيات بوادى النطرون، ودير يوحنا الحبيب بطريق الإسماعيلية، وديرى الشهيدة مارينا ومارجرجس للراهبات بالخطاطبة.
التقسيم والرسامة الجديدة والإعلام
من المنتظر أن تنظر الكنيسة، برئاسة البابا تواضروس الثانى، فى عدد الإيبراشيات الموجودة حاليا، وأن تزيد من عددها عقب انتهاء أعمال المجمع المقدس، بالإضافة إلى رسامة عدد من الأساقفة فى عيد العنصرة، وفصل إيبراشية الإمارات عن الكرسى الأورشليمى، ليدمج معها قطر والبحرين فى إيبراشية جديدة.
ومن المقرر أيضًا أن تتناول لجنة الإعلام بالمجمع المقدس مناقشة بعض القضايا التى تخص القنوات الفضائية المسيحية، والمركز الإعلامى للكنيسة.