مباحثات مصرية - تركية لدعم العلاقات الثنائية والتشاور حول القضايا الإقليمية
12.11.2025 11:46
اهم اخبار العالم World News
الدستور
مباحثات مصرية - تركية لدعم العلاقات الثنائية والتشاور حول القضايا الإقليمية
Font Size
الدستور

في إطار التشاور والتنسيق الدورى بين مصر وتركيا، التقى دكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، اليوم الأربعاء، هاكان فيدان وزير خارجية جمهورية تركيا، وذلك خلال زيارته الرسمية إلى أنقرة.

وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن الوزير عبدالعاطي استهل اللقاء بتقديم خالص تعازي مصر، حكومةً وشعبًا، للجمهورية التركية في ضحايا حادث سقوط الطائرة العسكرية، مؤكدًا تضامن مصر الكامل مع تركيا ووقوفها إلى جانبها في هذا المصاب الأليم. 

وقد أكد الوزيران خلال اللقاء حرص قيادتي البلدين على تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات، والبناء على ما تحقق من زخم خلال العامين الماضيين، حيث نوه الوزير عبدالعاطي إلى أن الزيارتين المتبادلتين اللتين قام بهما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة في فبراير 2024، والرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أنقرة في سبتمبر من العام نفسه، قد أسستا لمرحلة جديدة في مسيرة التعاون بين البلدين عقب إعادة تفعيل مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى. 

كما شدد الجانبان على رمزية العام الجاري الذي يشهد مرور مائة عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بما يعكس عمق الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع الشعبين الصديقين.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الوزير عبدالعاطي ثمّن انعقاد الاجتماع الأول لمجموعة التخطيط المشتركة بين البلدين الذي تستضيفه أنقرة برئاسة وزيري خارجية البلدين خلال الزيارة الحالية، وذلك تحضيرًا لزيارة الرئيس التركي للقاهرة عام 2026، وعقد منتدى رجال الأعمال على هامش الزيارة المرتقبة.

كما تناول اللقاء سبل دعم التعاون الثنائي في مختلف المجالات الاقتصادية والاستثمارية، حيث أكد الوزير عبدالعاطي تطلع مصر إلى رفع حجم التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة، وتعزيز الاستثمارات التركية المباشرة في قطاعات الصناعة والطاقة والنقل والسياحة والتكنولوجيا. 

كما ناقش الجانبان التعاون في مجالات التحول الأخضر وخفض الانبعاثات الكربونية والطاقة الجديدة والمتجددة، فضلًا عن فرص التعاون في استكشاف المعادن النادرة.

وفيما يتعلق بالملفات الإقليمية، أوضح المتحدث الرسمي أن الوزيرين تناولا تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث شددا على أهمية تثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام، وضرورة الانتقال للمرحلة الثانية من خطة الرئيس الامريكي. 

كما تناول الجانبان التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة الإعمار والتعافي المبكر في قطاع غزة، حيث أعرب الوزير عبدالعاطي عن تطلع مصر لمشاركة تركية فعالة في هذا المؤتمر بما يسهم في حشد الجهود الدولية لدعم إعادة إعمار القطاع. 

وأكد الوزيران كذلك تمسكهما بضرورة التوصل إلى حل الدولتين على أساس خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، ورفض أي محاولات لتغيير الوضع القانوني أو فرض وقائع جديدة على الأرض.

وتناولت المباحثات تطورات الأوضاع في السودان، حيث شدد الوزير عبدالعاطي على موقف مصر الثابت الداعم لوحدة واستقرار السودان ومؤسساته الوطنية، وإدانة الفظائع المروعة التي شهدتها مدينة الفاشر، مؤكدًا أهمية التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية لضمان تدفق المساعدات إلى جميع أنحاء البلاد. 

واتفق الجانبان على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتشجيع الحلول السياسية والحوار الوطني.

وفيما يخص الأزمة الليبية، جدد الوزير عبدالعاطي التأكيد على دعم مصر لخارطة الطريق التي طرحتها البعثة الأممية، والدعوة إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المتزامنة في أقرب وقت ممكن، وخروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من الأراضي الليبية، بما يعيد الأمن والاستقرار ويصون وحدة ليبيا وسيادتها.

كما تناولت المباحثات التطورات في سوريا، حيث شدد الوزير عبدالعاطي على موقف مصر الراسخ الداعي إلى احترام وحدة وسيادة الأراضي السورية، ورفض أي تحركات أو تدخلات من شأنها تقويض استقرار البلاد، داعيًا إلى تفعيل عملية سياسية شاملة تحقق تطلعات الشعب السوري.

وفيما يتعلق بالقارة الإفريقية، أكد الوزيران على أهمية تعزيز التعاون المصري التركي في إفريقيا، بما يسهم في دعم التنمية والاستقرار في القارة، واتفقا على تعزيز الشراكة الثلاثية المصرية–التركية–الإفريقية من خلال المشروعات التنموية والاستثمارية المشتركة، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة والزراعة. 

كما شدد الوزير عبدالعاطي على أهمية دعم الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي واحترام سيادة ووحدة الأراضي الصومالية، ورفض أي محاولات للتدخل في شئونها الداخلية.

وقد قام الوزير عبدالعاطي بإهداء الجانب التركي مُستنسخًا من تمثال أمنحتب الثالث بالحجم المتحفي، وذلك بمناسبة مرور مائة عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا، تعبيرًا عن عمق الروابط التاريخية والحضارية التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين، على أن يُعرض التمثال في أحد الميادين أو الأماكن الهامة بالعاصمة التركية أنقرة تخليدًا لرمزية المناسبة.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.