
أطلقت روسيا وبيلاروسيا، اليوم الجمعة، مناورات عسكرية مشتركة واسعة النطاق تحت اسم "زاباد 2025" أو "الغرب 2025"، بمشاركة آلاف الجنود، في خطوة أثارت قلق الغرب وأعادت إلى الأذهان أجواء ما قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا.
وتستمر المناورات حتى الثلاثاء المقبل، في بيلاروسيا وأجزاء من الأراضي الروسية، بما في ذلك بحر البلطيق وبحر بارنتس.
ووفقًا لوكالة "أسوشيتد برس"، فإن هذه المناورات، المُخطط لها منذ فترة طويلة، تهدف إلى إبراز عمق التحالف الدفاعي بين موسكو ومينسك، وإظهار القوة العسكرية الروسية في خضم حربها المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف في أوكرانيا المجاورة.
مخاوف أوروبية متجددة
تأتي هذه التدريبات في وقت حساس، حيث سبقتها حادثة توغل طائرات روسية مسيرة في المجال الجوي البولندي خلال الأسبوع الجاري، وهو ما اعتبره القادة الأوروبيون "استفزازًا متعمدًا" رغم نفي موسكو ومينسك.
الحادثة أعادت إلى الواجهة المخاوف الغربية من توسع الصراع الأوكراني ليشمل دولًا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، خاصة بولندا وليتوانيا ولاتفيا، وفقًا لوكالة الأنباء.
أبعاد عسكرية ونووية
وكانت وزارة الدفاع البيلاروسية قد أعلنت في البداية مشاركة نحو 13 ألف جندي، لكن لاحقًا خُفض العدد إلى النصف مع تركيز الجزء الأكبر من التدريبات حول مدينة باريساو شمال شرق مينسك.
وأكد وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين أن القوات ستتدرب على خطط استخدام الأسلحة النووية الروسية وصواريخ "أوريشنيك" متوسطة المدى، والتي يمكن تزويدها برؤوس نووية.
وفي وقت سابق، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن نشر هذه الصواريخ في بيلاروسيا قد يتم في النصف الثاني من 2025، على أن تبقى تحت سيطرة موسكو مع منح مينسك حرية اختيار الأهداف.
ويُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها جزءًا من استراتيجية الردع الروسية ضد الغرب، حسب أسوشيتد برس.
إشارات سياسية
تأتي المناورات أيضًا في ظل تحركات سياسية متناقضة من جانب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الذي سمح لموسكو بنشر أسلحة نووية تكتيكية على أراضيه، لكنه في الوقت ذاته أبدى مؤخرًا رغبة في إصلاح علاقاته مع الغرب، حيث أطلقت مينسك، الخميس الماضي، سراح 52 سجينًا سياسيًا ضمن صفقة بوساطة أمريكية، أعقبها رفع بعض العقوبات عن شركة الطيران الوطنية.
كما تحدث لوكاشينكو الشهر الماضي هاتفيًا مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي وصفه بأنه "رئيس يحظى باحترام كبير"، في تناقض واضح مع موقف قادة غربيين ما زالوا متحفظين تجاهه بسبب دعمه الصريح للحرب الروسية في أوكرانيا.