
ألقي قداسة البابا تواضروس الثاني كلمة روحية أثناء تطييب جسد الأنبا بيشوي بديره بوادي النطرون، جاء محور الكلمة أن القديس العظيم الأنبا بيشوى راهب عاش بالإنجيل وعاش في الإنجيل وعاش وديعًا ناسكًا.
وقال قداسة البابا في كلمته :
” باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد آمين
أنا سعيد أن أشترك مع الأباء الأحباء في هذا الدير العامر ومع الإباء الأساقفة رؤساء الأديرة ومع الأباء الأساقفة اللي موجودين معنا في تذكار نياحة القديس العظيم اللي بنحتفل به يوم 15 يوليه وأحنا النهاردة بنطيب جسده ، طبعًا القديس العظيم الأنبا بيشوي هو قديس زائع الصيت وهو راهب بالحقيقة.
وعندما نحتفل بهذا القديس قديس هذا الدير ليس تذكاًر تاريخيًا فقط بل تذكاًر له طابعه الروحي وله طابعه الذي ينعكس على كل واحد فينا والقديس العظيم الأنبا بيشوي عاش حياته راهب بالحقيقة لسبب واحدًا وهذا السبب أثمر فيه ثمارًا كثيرة والسبب هو أنه كان( راهب يعيش بالإنجيل ويعيش في الانجيل).
فالرهبنة هي صورة إنجيلية للحياة المسيحية وليس له تعريف أخر هو أنسان تفرغ وتخصص في تطبيق الوصية بنسمع وبنقرأ عن ناس تخصصوا في مجالات علمية كثيرة سوء مجال طبى او غيره وكلها علوم أرضية ، والأنبا بيشوي تخصص وتكرس وعاش داخل الأنجيل وعاش بالأنجيل كل حياته فهو راهب انجيلي بالحقيقة
وزى ما أحنا عارفين من ألقاب هذا القديس الأنبا بيشوي الأرمي وهذا القديس كان يعشق سفر أرميا النبي الباكي لأنه كان يبكي على خطايا الشعب ويبكي على بعد الشعب عن الله وعندما تعامل مع سفر أرميا بعمق انتقلت اليه هذه الصفة صفه الدموع وصار الأنبا بيشوي صاحب الدموع ، ولذلك يا أخواتي الأحباء والاباء الرهبان والسادة الحضور، الأنجيل هو الذي يصنعنا ويشكلنا وعندما تكون راهبًا وليس الأنجيل في حياتك بالقدر الكافي انت تكون مقصر في حياتك ،إذا لم يكن أنجيلك مفتوحًا أمامك في كل يوم صباح ومساء تأخذ منه وتعيش به وتعيش فيه ف الأنجيل يشكلنا الانجيل بيغيرنا ممكن تكون واقع في ضعفات وممكن يكون الكسل أقترب اليك
وممكن تكون شاعر بصغر نفس الأنجيل يعالج كل هذه الضعفات ولكن ليس الأنجيل السطحي بل الأنجيل العميق والكتاب المقدس في سفر فيلبي في الاصحاح الأول عدد 27 “آية (في 1: 27): فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ” يخاطب كل الناس أذا كان احنا معشر الرهبان بيقولنا فقط وفقط عيشوا.
فأنت أولًا مثل الانبا ييشوي هو راهب انجيلي عاش بالإنجيل وجوه الانجيل ولكنه لما عاش جوه الانجيل ظهرت له ثمرتان واضحتان وهم :
+ الثمرة الروحية الأولي: انه كان أنسان روحيًا وديعًا
كل سيرة الأنبا بيشوي كان كلها وداعة حتى عندما وجد من يخطأ ويقول أن الثالوث أقنومين فصنع القفة اللي بثلاث ودان ولما استغربوا الناس وسألوه قالهم لأنى أؤمن بالثالوث وهنا التعليم الوديع والوداعة يا أخواتي هي الشكل الروحي لحياة الاتضاع والوداعة يجب أن تملئ حياة الأنسان قولًا وفكرًا ونظرًا وفعلا على حياته كلها ، ويمكن كلمة ر اهب يعني يرهب وجه الله ولا يكون وديعًا أمران لا ينسجمان معًا واذا تمثلت بعد ما صرت راهبا بالعالم وبأسلوب العالم وحكايات العالم فأنت تفقد رهبنتك حتى وأن كنت عايش في الانجيل .
لذلك انتبهوا يا أخواتي الأحباء وأكلمكم من قلبي وانتبهوا أن تكون حياتكم الرهبانية رهبانية بالحقيقة وهذه العلامة هي علامة الوداعة المستقاه من الكتاب المقدس والسيد المسيح قال آية (مت 11: 29): اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. ” ولذلك صفة الوداعة تعني ان خبث العالم لا يتطرق اليكم ولا مكر العالم لا يعيش في فكركم وأن دهاء العالم لا يكون أسلوبكم والتواء العالم لا نعرفه هذه هي الوداعة وأن القديس الأنبا بيشوي اللي بنحتفل به وبنفرح ان جسده في ديرنا وبنطيبه النهاردة هذه كلها ثماره .
أحرص أيها الحبيب أن تكون أنسان وديعًا مع اخواتك فيما تنظره وفيما تفعله وفيما تعلق اليه ولا تسمح لأحد ان يسرق وداعتك ولا تلوث ذهنك ولا عينك احفظ نفسك طاهرا واحفظ قلبك نقيًا والجزء الأساسي انه عاش بالإنجيل أثمر ثمرة روحيه وهي الوادعة.
الثمرة الروحية الثانية: الحياة النسكية
القديس العظيم الأنبا بيشوي عاش حياة نسكية طويلة ثم هذه الحياة النسكية الجميلة عاشت وظهرت باختبار غسل الارجل وحمل السيد المسيح هذه النسكيات التي عاش بها وأرتفع قلبه فوق العالم وطول ما انا في العالم العالم عمال يشدني ليس بحبال لكن بميول وأغراءات لكن عندما يتحرر الأنسان من هذه كله يصبح ناسكًا، وقيمة النسك مش أنك تعيش في فقر وبس لكن قيمة النسك انه يحررني من قيود غير مرئية هو معقول ممكن اسيب كذا؟ هو معقول ممكن اترك كذا؟ كل هذه الأسئلة دعوة ان تترك وتقطع هذه الخيوط الغير مرئية التي تربطك.
أنت تحررت من العالم لا تدع نفسك تقع في شباك أخرى، الحياة النسكية للأنبا بيشوي واضحة في سيرته وزي ما رتلتوا صفاته منذ قليل ناسك وهذا النسك كرمه الله بانه غسل اقدام المسيح وحمل السيد المسيح وربنا كرمه بأن جسده لا يري فساًدا، واتخيل واحنا في الدير هنا لازم نسلك زي القديس العظيم الأنبا بيشوي وكأننا في تنافس روحي كيف نصير مثله وكيف نرتقي بقامتنا الروحية.
أحنا بنحتفل بالأنبا بيشوي احتفال انه عاش الانجيل وصار أنساناً وديعاً وصار أنسانً ناسك وهو ينتظر ان يكون أبنائه بهذا الدير العامر يكونوا بهذه الصورة الجميلة الصورة الإنجيلية التي تثمر الوداعة في حياتك وتثمر النسك من أجل حياتك الأرضية ومستقبلك السماوي.
كل سنة وأنتم طيبين كل سنة ونيافة الأنبا صرابامون مطران ورئيس دير الأنبا بيشوي بخير وكل الإباء الأساقفة بخير وكل الإباء الرهبان والكهنة الموجودين بخير نعيش دايمًا بشفاعه القديس العظيم الأنبا بيشوي .