قصة "الطاحونة" التي عاش بها البابا كيرلس السادس ويتبرك بها الأقباط
09.03.2019 02:39
تقاريركم الصحفيه Your Reports
الوطن
قصة
حجم الخط
الوطن

تحل اليوم الذكرى الـ48 على رحيل "البابا كيرلس السادس"، الذي كان يتولى منصب البطريرك الـ116 في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وما زال الأقباط يتذكرونه لما يمثله لهم من قيمة روحية كبيرة حتى الآن ويعلقون صوره على جدران بيوتهم بحثا عن "البركة".

وبعد حياة حافلة، غادر البابا كيرلس الدنيا، وفارقها إلى السماء في 9 مارس من عام 1971، ودفن جسد البابا كيرلس السادس أسفل مذبح الكاتدرائية التي أنشأها، قبل أن ينقل يوم 25 نوفمبر 1972 في احتفال مهيب إلي دير مارمينا بمريوط حسب وصيته، إلا أنه من يريد أن ينال بركة البابا كيرلس، يتوجه مباشرة إلى طاحونة الهواء التي عاش فيها، وتحولت إلى مزار، بمنطقة مصر القديمة.

وتستعرض "الوطن" قصة تلك الطاحونة التي يعود تاريخها إلى عام 1936م خلال رهبنة الأب مينا البراموسي تم طرد سبعة رهبان من دير البراموس، وبعد أن رافقهم الأب مينا، وتم حل مشكلتهم توجه إلى البابا يوأنس الـ19 وطلب منه السماح له بالسكن في إحدى طواحين الهواء فى جبل المقطم بمصر القديمة، فسمح له، وبعدها توجه الأب مينا البراموسي في يوم 23 يونيو من نفس العام إلى مدير دار الآثار العربية في هذا الوقت الدكتور حسن فؤاد، ووافق الدكتور حسن فؤاد على تأجير طاحونة الهواء للراهب المتوحد، بل وقام بدفع إيجارها للدولة من جيبه الخاص لمدة طويلة، ونبه على مفتش آثار المنطقة أن يزور الأب فى الجبل، ويعطى أمرا لخفير الآثار أن يرعاه، ويقضى له احتياجاته.

وكانت تلك الطاحونة التي أجرها الراهب البراموسي، عبارة عن بناء من الحجر الجيرى دائرى الشكل ارتفاعه ستة أمتار بقطر ثلاثة أمتار، قائم على تل من تلال جبل المقطم وكان يعرف باسم تل الطواحين، حيث كان به خمسين طاحونة أقيمت أيام الحملة الفرنسية على مصر، وسكن الراهب الطاحونة في وقت كان المكان موحشا لا يرتاده إلا الخارجين عن القانون والوحوش، وكان أيضا بلا باب ولا نوافذ أو سقف عاش الراهب مينا البراموسي في الطاحونة حوالي 6 سنوات، وأقام بها مذبحا في الدور الثاني، وكان يصلي فيه القداس بصورة يومية، وقد ذاع صيته وكان يأتي إليه أناس كثيرون يطلبون العون أو الشفاء، أو المشورة.

في عام 1941 ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية ولما أشتدت وطأة الغارات الجوية طلب قائد القوات من الراهب مينا النزول من الجبل وترك الطاحونة، فغادرها فى 28 أكتوبر عام 1941م وبقى زمنا يتنقل بين كنائس مصر القديمة، حتى شيد كنيسة الشهيد العظيم مارمينا العجايبى بزهراء مصر القديمة.

وكان البابا كيرلس السادس، قد استأذن البابا فى الإقامة فى هذه الطاحونة بعد أن استخرج ترخيصا بذلك من مدير الآثار، إذ أن المنطقة، كانت تتبع الآثار ولم يسبق لإنسان أن حصل على مثل هذا الترخيص.

وفي عام 1986 بدأ هدم الطواحين بالمنطقة، ولكنه تم الحفاظ على هذه الطاحونة، وعُرض على مقر دير الشهيد مارمينا بمريوط تسلم الطاحونة فسارع بشرائها وقطعة أرض محيطة بها، وتم بناء صور لها، وبدأت صلوات عشية ترفع من جديد بالطاحونة.

نتيجة اهتمام الدير بالطاحونة زادت مساحتها وتم بناء عدة كنائس ومضيفة لاستيعاب الزوار المترددين عليها لينالوا بركة البابا كيرلس السادس، وزار الطاحونة البابا تواضروس الثاني، عام 2015 بمناسبة الاحتفال بذكرى رحيل البابا كيرلس السادس، وقام ضمن جولته بالمنطقة بزيارة المستشفى التابعة لها، وتفقد أقسامها، وتعرف على الإمكانيات المتوفرة بها.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.